كلما قرأت مقالا للدكتور السيد ولد أباه شعرت أن لعالمنا بعض المعنى الذي يتطلبه ويستحقه، وأن فيه بقية خير وعقل وأخلاق، وأنه ما يزال ثمة بيننا كتاب جادون في كتاباتهم؛ يتجنبون ممارسة الابتذال، ويحترمون عقل قارئهم، ويتحملون أمانة رسالتهم. وفي مقاله الأخير، كان ذلك التميز واضحاً كل الوضوح؛ فوسط هرج ومرج "المقالات" المتواصلة على صفحات الجرائد العربية حول المباراة المصرية الجزائرية الأخيرة، كتب ولد أباه مقاله، "كرة القدم والهويات القاتلة"، محللا الظاهرة برصانة وعمق، دون أن يجامل طرفاً أو يسيء إليه، بل مستكشفاً من الدلالات العميقة ما يكمن وراء اللعبة الكروية ذاتها، ووراء أوضاع العرب وسلسلة إخفاقاتهم، السياسية والصناعية والعسكرية والاجتماعية... ليبرز ظاهرة العنف الكروي وتجلياتها الأخيرة من زوايا مختلفة، أهمها في رأيي ما قاله عن "عنف المحاكات"، أي الصدام الذي ينشأ داخل الجماعات المتجانسة، فتنشأ حاجةٌ لنقله من الداخل إلى الخارج! إيهاب عبدالله -الدوحة