أثار اهتمامي مقال "روسيا... والبحث عن هوية جديدة"، لكاتبته ماشا ليمبان، والذي ذهبت فيه إلى أنه بعد ما افترض كثيرون أن روسيا ودعت الستالينية إلى ما لا نهاية، ورغم اختفاء القادة القمعيين بالفعل من الحياة السياسية الروسية، فإنه لا زالت هناك في حياة الروس صورة الدولة القومية القوية والمهيمنة، مقابل الشعب العاجز والمستسلم، وأن هذه الصورة ما تزال مقبولة على نطاق واسع لدى الروس. وإن لم تعلل الكاتبة سبب وجود الظاهرة اللافتة للانتباه، فإني أعتقد أنها تمثل ردة فعل على التعاطي الغربي مع روسيا في مرحلة ما بعد الحرب الباردة، حيث تعاملت الدول الغربية مع العملاق الروسي المنهك بطريقة رأى فيه الروس إهانة شديدة لكرامتهم القومية، ومن ثم كان رد فعلهم التعلق بظلال الماضي الستاليني، لأنها تذكرهم بعصر كان فيه لروسيا قوة ومجد وهيبة في الغرب. بدران إيوب -القاهرة