حسم غائب في "النووي" الإيراني... والسلام يخدم مصلحة إسرائيل المقاربة الإسرائيلية تجاه ملف إيران النووي، وموقف الإدارة الأميركية من قضية الاستيطان، وانتشار أفكار ومبادئ "عقيدة رابين" بين ساسة إسرائيل... موضوعات نعرض لها ضمن قراءة موجزة في الصحافة الإسرائيلية. "دعم أوباما بخصوص إيران" "إن المفاوضات مع إيران حول مستقبل برنامجها النووي مع مجموعة القوى العالمية بقيادة الولايات المتحدة تزداد تعقيداً"، بهذا التأكيد استهلت "هآرتس" افتتاحيتها ليوم الأحد، والتي أفردتها للتعليق على رفض طهران مسودة اتفاق تنص على نقل الجزء الأكبر من اليورانيوم المخصب الذي تنتجه إلى روسيا وفرنسا من أجل مزيد من المعالجة. ورأت أن مسودة الاتفاق كانت ستقلص، في حال اعتمادها، خطر تسليح إيران لنفسها بقنبلة نووية، وكانت سترسي أسس اتفاق شامل بين إيران والغرب. واليوم، تتابع الصحيفة، يتعين على القوى الغربية أن تبت بشأن ما إن كانت ستواصل الحوار مع إيران رغم رفضها للمقترح أوستهدد بعقوبات جديدة، بينما يتعين على أوباما أن يحسم أمره بشأن ما إن كان سيحافظ على التعاون والتنسيق مع القوى الأخرى أو سيدعم مشروع القانون المقترح في الكونجرس بخصوص عقوبات أُحادية الجانب ضد طهران. إلى ذلك، اعتبرت الصحيفة أنه "من المهم جداً في هذه المرحلة الحساسة أن تقف إسرائيل إلى جانب الولايات المتحدة وحلفائها في المجتمع الدولي وتدعم الجهود التي يقودها أوباما، حتى لا ينظر إليها على أنها تحاول تخريب المحادثات الدبلوماسية مع إيران"، مضيفة أن على إسرائيل "ألا تضحي بتنسيقها الوثيق مع واشنطن أو تنجر إلى تبادل التهديدات مع إيران"، ومشددة في ختام افتتاحيتها على ضرورة أن يتشبث نتانياهو بموقفه الذي يعتبر أن "التهديد الإيراني مشكلة دولية"، وأن "المجتمع الدولي هو الذي عليه أن يتعاطى معها، وليس إسرائيل وحدها". "لا يوجد سلام للضعفاء" ياؤول ماركوس كتب في عدد أول من أمس من صحيفة "هآرتس" معلقاً على ما بدا تغيراً في موقف الإدارة الأميركية من الاستيطان، من خلال التصريحات التي أدلت بها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون خلال زيارتها الأخيرة إلى إسرائيل، والتي قالت فيها إن الإدارة الأميركية ترحب بمبادرة نتانياهو حول تجميد مؤقت وجزئي للبناء في المستوطنات، وإنه ليس شرطاً مسبقاً. كما قالت -حسب ياؤول دائماً - بضرورة استئناف مفاوضات السلام من أجل التوصل إلى حلول توفيقية، وإن "المطالب الفلسطينية لا تساعد على تحقيق السلام"، وشددت، في محاولة منها تخفيف تصريحات للرئيس أوباما، على التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل. بل إن نتانياهو، حصل أيضاً على وعد بلقاء مع أوباما خلال زيارته المقبلة إلى واشنطن قصد المشاركة في الجمعية العامة للفيدراليات اليهودية في واشنطن. وفي محاولته تحليل أسباب هذا التحول في الموقف الأميركي، يقول ياؤول إن الرئيس أوباما تعلم شيئاً أو شيئين بخصوص قوة اليهود في أميركا. فانتخابات الكونجرس تجرى العام المقبل، وسيكون في حاجة إلى دعم اليهود الأميركيين لتلافي خسارة "الديمقراطيين" للأغلبية في أحد مجلسي الكونجرس أو كليهما. ثم خلص إلى أن الضغط انتقل الآن من الجانب الإسرائيلي إلى الجانب الفلسطيني الذي يطرح "شروطاً غير واقعية" - حسب زعمه. "إسرائيل تعمل على الدفع بالسلام" نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" في عددها لأول من أمس الثلاثاء عن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك قوله: "إن الحكومة الإسرائيلية تواصل جهودها (لتحقيق السلام)، وأنا في الحكومة بالأساس من أجل المساعدة على تحقيق هذا الأمر". كما عبر باراك عن تقديره لجهود وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون والمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل من أجل تشجيع الاتصالات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، إذ قال: "لقد سمعنا جميعاً إشادة وزيرة الخارجية بالخطوات التي اتخذناها من أجل التشجيع على استئناف محادثات السلام"، في إشارة إلى إشادة كلينتون بقرار التعليق الذي اتخذه نتانياهو بخصوص أنشطة البناء الجديدة في المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خطوة قالت عنها إنها "غير مسبوقة". إلى ذلك، نقلت الصحيفة عن باراك قوله إنه سيحاول ورئيس الوزراء بينيامين نتانياهو خلال زيارتهما إلى واشنطن الأسبوع المقبل التوصل إلى تفاهمات حول الموضوع مع إدارة أوباما و"إن هدف المفاوضات واضح – ألا وهو التوصل إلى اتفاق يضع حدا للنزاع والمطالب المتبادلة، بما يفضي إلى تأسيس دولة فلسطينية مستقلة اقتصادياً وترابياً إلى جانب إسرائيل، حتى لا نظل مسيطرين على شعب آخر وحتى ينتهي الاحتلال الذي بدأ في 1967". وتابع باراك يقول: "أعتقد أن هذه الأهداف أساسية بالنسبة لإسرائيل، وكل البدائل التي يمكنني أن أفكر فيها هي أسوء بكثير، من مناقشة دولة ثنائية القومية إلى قرار أحادي من جانب السلطة الفلسطينية لإعلان دولة في أراضي 1967". ثم ختم بالقول: "إن لدولة إسرائيل مصلحة في الانخراط في محادثات سلام ليس بسبب الفلسطينيين، وإنما أولاً وقبل كل شيء من أجل مصلحتنا، وليس بسبب الولايات المتحدة، وإنما من أجل مستقبل دولة إسرائيل في المقام الأول". تركة رابين إيتان هابر، مدير مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين، جادل في مقال له يوم الخميس الماضي في "يديعوت أحرنوت"، بأن قاتل رابين لم ينجح في مسعاه، وذلك رغم حقيقة أن عملية السلام مع الفلسطينيين ومع دول عربية أخرى عالقة اليوم، وتوشك على لفظ أنفاسها الأخيرة، مضيفاً أن ما كان يعتبر حصرياً تقريباً "عقيدة إسحاق رابين" (في شراكة مع شيمون بيريز) أصبح مع مرور الوقت ديدن جميع الساسة الإسرائيليين تقريباً، بمن فيهم أولئك المحسوبون على "الليكود"... وهكذا، باتت عبارة "دولة فلسطينية"، تتكرر على ألسنة سياسيين من أمثال أرييل شارون، وإيهود أولمرت، وتسيبي ليفني، واليوم، بينيامين نتانياهو، الرجل نفسه الذي انتقد رابين بشدة في ذلك الوقت، كما يقول الكاتب. وإذا كان شارون وأولمرت قد أعلنا من قبل أمام الملأ أنهما كانا على خطأ، يقول هابر، فإن نتانياهو سيقولها أيضاً في المستقبل، مضيفاً: "الحقيقة هي أن كل الأحزاب الصهيونية تبنت المبادئ الأساسية للاتفاقية التي وقعت من حيث المبدأ في أوسلو، كل حزب فعلها على طريقته الخاصة. وبذلك، يمكن لإسحاق رابين أن يرقد بسلام؛ لأنه ترك وراءه من يواصل نهجه". إعداد: محمد وقيف