مازال صوتك يسكن أصواتنا، وكأنك فقط تنحيت جانباً معتذراً من ضجيجنا، وكأن في كل حالاتنا أنت ملاذنا... لم يغب اسمك، أو حبك، فما زال الصغار يحملون اسمك فرحين باقتناء اسم باني هذا الوطن. لا أحد سواك، ترك كل هذا الأسى والحزن على رحيلك، فأنت هامة اعتز بها الجميع، وشهد شموخها العالم العربي بأسره. وآخر أخبار الوطن بعدك أنه يحن إليك رغم أن النهضة تسير بخطى واثقة تشبه إرادتك، ورغم من جاء بعدك يسعى جاهداً أن يبقى اسم الإمارات الأعلى والأكثر رحابة واتساعاً وشموخاً. أنجبت يا والدي، كان تعليمك لهم ولنا سخياً معطاءً، غدقاً دون انتظار ماذا سيأتي بعد، كان جهدك الخالي من القلق، مشكاة في ليل لم ير القمر إلا بك وبوجودك. مجدك مازال متألقاً، متسعاً مليئاً بأفراح أتت بأحلام مستحيلة، فها هي راية دولة الإمارات العربية المتحدة عالية خفاقة، تنتقل من نجاح إلى آخر، متبنية سياسات تضمن الأفضل لشعب الإمارات... لم نعرف معك معنى الجوع أو العري أو النوم بلا سقف يأوينا، كنت البيت والأمل والإحساس العذب بالثراء والاكتفاء.. هل أخبرتك ما هو الجديد اليوم؟ تتسع الأحلام، زرع يديك، تتمدد الأرض، وكأن نبوءتك لم تكن لتظل أو تنسى، وتتسع أيضاً الأحلام حين يضيع صوت لا يسمعه سواك. كل أحلامك تحققت، وأكثر كل ما أردته تحول إلى واقع وأكثر، وكل ما كان يهمك صار أيضاً يهمنا ويشغلنا إلى أن ننجز ما نطمح إليه. الوطن اليوم جميل كما تركته، والاتحاد لا يزال يانعاً يتطلع إلى مستقبل واعد، يبحث دائما عن الأفضل، ليحقق طموح أبناء الإمارات، ويحافظ على مكتسباتهم. فشعبك أمين على منجزك، ومدرك لقيمة المكاسب التي تحققت، ولن يفرط يوماً ولو دفع حياته في منجزك الأهم والمثال الحي على نجاح إدارتك. فما زالت دولة الإمارات من غربها وشرقها ومن شمالها إلى جنوبها من بحرها إلى صحرائها، وفية لإنجازاتك، وحريصة على تفعيل رؤاك. ولأن أبناءك، حماة اتحادك، فنحن ننعم بالخير الوفير، ونشهد نجاحات وإنجازات متواصلة، تجعلنا فخورين بوطننا وبانتمائنا إليه. كبرت كثيراً الأحلام بك... وحتى إنْ غبت فحضورك الساكن راسخ في مآقينا، يدفعنا نحو العمل والعطاء من أجل رفعة وطننا. عاهدتك أن تكون الأحلام أجمل وأكثر التصاقاً بوطن يشبه صبرك وصمودك ومثابرتك وعروبتك. فأنت من علمنا أن الهوية هي عروبتنا...عروبة.. وأمل... وحب عظيم، كان عطاؤك ساطعاً يقر به القاصي والداني، ومواقفك النبيلة لا يختلف عليها اثنان داخل الوطن وخارجه. إننا على عهدك سائرون، فهذا الوطن المعطاء هو أول ما نحب وأول ما نعشق... فنم قرير العين. نِعم من أنجبت أنت... ونِعم من أعطيت، ونِعم الشعب شعبك حين أخذ الوقار منك وعلمه لكل أصقاع العالم. وطني الإمارات كان وسيظل بك أيها الخالد دوماً عالياً خفاقاً.