"شؤون الأوسط": الشراكة الأورومتوسطية ------------ تضمن العدد الأخير من الفصلية السياسية المتخصصة "شؤون الأوسط"، ملفاً خاصاً بعنوان "أوروبا والشرق الأوسط"، تصدرته دراسة حول "الشراكة الأورومتوسطية"، يقدم كاتبها أشرف الصعيدي لمحة تاريخية عن الشراكة الأورومتوسطية في إطار عملية برشلونة، والأبعاد المختلفة لهذه العملية. كما يقيمها بعد مرور 13 عاماً على إعلان برشلونة، ويستعرض أسباب تراجع مساره، كما يوضح كيف أن التحديات التي مرت بها الشراكة الأورومتوسطية، هي ما دفع بالرئيس الفرنسي ساركوزي إلى طرح صيغته الجديدة للتعاون بين ضفتي المتوسط. وفي دراسة عنوانها "العلاقات العربية الأوروبية... نحو شراكة استراتيجية"، يستعرض الدكتور رواء زكي الطويل، العلاقات العربية الأوروبية في ضوء التطورات العالمية المتلاحقة، وأبرزها انهيار المنظومة الاشتراكية، وما ترتب عليها من تبدل في معادلات التوازن والاستقطاب، ثم العولمة وما تفرضه من مفاهيم ومتغيرات جديدة، وكذلك التكتلات الاقتصادية الكبرى ودورها في التحكم بحركة الاقتصاد العالمي وتوجهه. وكما يوضح الكاتب فإن الوطن العربي يعد منطقة استراتيجية مهمة بالنسبة للجانب الأوروبي، وذلك لموقعه الرابط بين أوروبا وآسيا، وعلاقته بالبحر الأبيض المتوسط الذي يمثل مجالا حيوياً لأوروبا. كما أنه الشريك الاقتصادي الأول لأوروبا منذ السبعينيات، إذ تستورد أوروبا نحو 60 في المئة من احتياجاتها في مجال الطاقة... وكل ذلك يدعو الاتحاد الأوروبي إلى القيام بدور الشريك الفاعل إزاء العرب وقضاياهم، من منطلق الجوار الجغرافي والمصالح المشتركة. وتحت عنوان "أوروبا في الشرق الأوسط: مقاربة خجولة"، يلقي مهدي شحادة الضوء على دور أوروبا في معالجة الملفات الساخنة في منطقة الشرق الأوسط، لاسيما الملفات؛ الفلسطيني والسوري واللبناني والعراقي، مع انعطافة على ملفات أخرى، كالملف الموريتاني، والملف الإيراني، والملف التركي... بالنظر إلى ترابط وتداخل هذه الملفات ببعضها البعض الآخر. ويرى الباحث أنه بالنظر إلى أهمية منطقة الشرق الأوسط بالنسبة للولايات المتحدة، فإن هذه الأخيرة لا ترغب بمشاركة أحد في إدارة شؤون المنطقة. وطالما رغب العرب في دور أوروبي يوازي الدور الأميركي، لكنها بقيت مجرد رغبة لم ترق إلى مستوى التطبيق العملي بسبب عدم توافق دول الاتحاد الأوروبي على سياسة واحدة. Foreign Affairs انحسار العولمة وترويض النمور ------------- اشتمل العدد الأخيرة من دورية Foreign Affairs التي تصدر كل شهرين عن مجلس العلاقات الخارجية الأميركي ومقره واشنطن على العديد من الموضوعات المهمة فتحت عنوان: تقهقر العولمة: تداعيات جيوبوليتيكية إضافية" كتب "روجر التمان" نائب وزير الخزانة الأميركي الأسبق يقول إن جاذبية النموذج الاقتصادي الأميركي قد دخلت في مرحلة الأفول، حيث أصبح من الواضح الآن أن الأزمة الاقتصادية العالمية سوف تكون عميقة وممتدة، وستكون لها تداعيات جيوبوليتيكية بعيدة المدى. ويرى الكاتب أن آلية حركة تحرير الاقتصاد قد توقفت، وحلت محلها آلية أخرى جديدة تقوم على تدخل الدولة، وإعادة العمل مجددا بالقواعد التنظيمية في الاقتصاد، وتزايد الإجراءات الحمائية في دول الغرب وغيرها. ويخلص الكاتب إلى أن العولمة ذاتها قد بدأت هي الأخرى في التراجع كظاهرة، وأصبحت المقولة التي كانت تدعي أن الجميع دولا وشعوبا سوف يستفيدون عندما يصبح السوق العالمي سوقا موحدا محل شك كبير، حيث دخلت التجارة العالمية، والتدفقات الرأسمالية، والهجرة، مرحلة التقلص التدريجي وعانت جميع الدول من الأضرار الاقتصادية جراء الأزمة. وتحت عنوان: "نمور مروضة وتنين مأزوم" يقول كل من "برايان كلين" الزميل بمجلس العلاقات الخارجية، و"كينيث نيل كاكلر" مراسل "الإيكونوميست" في طوكيو، إن أحد أبرز التداعيات غير المتوقعة للأزمة المالية العالمية هو ذلك الذي حدث في بداية العام 2009 عندما انهارت صناعة الشحن البري بين الصين والغرب بسبب تقلص الطلب على البضائع الصينية، لدرجة أن سماسرة وعملاء التصدير أصبحوا لا يضمنون أسعار الشحن في الفواتير وإنما فقط بعض رسوم المناولة البسيطة في محاولة منهم لإعادة تنشيط الصادرات. وكنتيجة لانخفاض الطلب العالمي تضاءلت أيضاً صادرات تايوان في الربع الأخير من عام 2008 بنسبة 42 في المـئة، في حين انخفض الانتاج الصناعي في اليابان بنهاية نفس السنة إلى مستواه في بداية الثمانينيات، أما سنغافورة فقد تنبأ رئيسها السابق وصانع نهضتها "لي كوان يو" بتقلص اقتصادها بنسبة 10 في المئة عام 2009. باختصار وكما يقول الكاتبان فإن اقتصادات كافة دول جنوب شرق آسيا والتي كانت اقتصاداتها مضربا للمثل باعتبارها نماذج عالمية للإنجاز، قد دخلت جميعها مرحلة التراجع.