أود الإشادة بتلك الإشارات والتنبيهات الحصيفة الواردة في مقال الكاتب تركي الدخيل: "عسكرة المساجد"، وذلك لقناعتي الشخصية بضرورة تخليص خطاب الوعظ الديني في عالمنا العربي الإسلامي من كل أشكال العنف اللفظي، التي حملتها بعض تقاليد وتراكمات الخطابة المنبرية، واستجلبتها من عمق التاريخ الوسيط، حين كان خطاب الإقصاء والاستئصال للآخر هو الثابت وما عداه متغيراً. ومثلما أن المناهج التعليمية، ووسائل الإعلام، العربية، بحاجة إلى إصلاح بنيوي، فإن الخطابة المنبرية بحاجة أيضاً إلى مزيد من التوجيه والنقد الموضوعي، لكي تتخلص من أعباء بعض موروثها التاريخي القروسيطي الذي لم يعد قادراً على الاستجابة لمتطلبات العصر الراهن. إبراهيم فوزي - أبوظبي