لا أعرف دواعي ذلك التشاؤم الذي لا يكاد يخطئ ملاحظته كل من يقرأ مقال د. أحمد يوسف أحمد: "دبلوماسية الإيماءات". وإن كنت لا أقلل مع ذلك من إلحاح ضغوط الوضع الإقليمي الراهن بما يعتمل داخله من عدم تناسب في القوة، واختلال موازين إقليمية مزمن هو في مجمله في غير صالح العرب. ولكن بدل استهلاك الذات باستدعاء مفردات التشاؤم، لماذا لا نعول نحن العرب، في المقابل، على قوة التفاؤل الخلاق، وننطلق من ذلك للتأثير في مفردات المعادلة الإقليمية الصعبة التي تكتنف صراعنا مع المحتلين الصهاينة؟ إن التفاؤل يصنع المستحيل، وهو مطلوب بشكل خاص في السياسة، لأنه يحفز ملَكات الخيال السياسي، في حين أن التشاؤم قد تكون له نتائج سلبية كثيرة على المعنويات وعلى قدرات الخيال والاستنتاج، خاصة حين يتحول إلى تشاؤم مزمن، كما هي حالة كثير من العرب، منذ نكسة يونيو الشهيرة. صالح أحمد - مسقط