كشف مقال: "غياب وازع العقل والدين" الذي كتبه هنا د. محمد عابد الجابري إلى أي حد وضع الإسلام قواعد راقية ملؤها التسامح والرحمة حتى في أوقات الحرب مع الآخر المخالف في كل شيء، تقريباً. هذا معطوفاً، بطبيعة الحال، على ما ذكره الكاتب في مقاله السابق، من أن الإسلام لا يجيز الحرب أصلا تحت أية ذريعة، إلا دفاعاً عن النفس، فقط لا غير. ولعل مما يؤسف له حقاً أن يظن البعض في الغرب أن الإسلام دين عنف، فيما هو دين رحمة وتراحم، وقد وضع قواعد للتعايش السلمي بين الناس، وحتى في حالة الحروب وضع لهم قواعد اشتباك واحتراب غاية في الرحمة والإنسانية. وهي قواعد تتفق مع أحسن ما في القوانين المعاصرة للحروب، وإن كانت سبقتها بأربعة عشر قرناً. هذا في حين كان المخالف في الغرب يحرق وتمارس عليه الإبادة حتى عهد قريب، قد لا يزيد على قرن أو قرنين. إسماعيل علي - الدوحة