قلوب العرب وصفقة "شاليط" وغضب إسرائيل على السويد ------------ أهمية وقف الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، وفتور في العلاقات بين إسرائيل والسويد، وأنباء عن قرب التوصل لاتفاق بشأن الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير لدى "حماس"، وموقف الرأي العام الإسرائيلي من سياسات إدارة أوباما... موضوعات نستعرضها بإيجاز ضمن قراءة في الصحافة الإسرائيلية. ---------- "ركزوا على الجوهر": تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "هآرتس" افتتاحية عددها لأول أمس الاثنين، وفيها شددت على ضرورة وأهمية أن توقف إسرائيل الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، لأن ذلك "يصب في مصلحة إسرائيل". وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة إن وقف بناء المستوطنات وتوسيعها "ليس تنازلا إسرائيليا للأميركيين أو الفلسطينيين، وإنما يحقق مصلحة إسرائيل نفسها"، مضيفة أن المستوطنات تضر بإسرائيل من الناحيتين الديبلوماسية والأمنية، حيث تعمق النزاع وتهدد بإفشال حل الدولتين. وتعتبر الصحيفة أنه إذا تمكن نتانياهو من الحصول على تطبيع العلاقات مع بعض الدول العربية، فسيمثل ذلك إنجازاً دبلوماسياً كبيراً للدولة العبرية. غير أنها شددت بالمقابل على أن وقف بناء المستوطنات يجب ألا يكون مرهونا بتجديد هذه العلاقات، مؤكدة في الوقت نفسه على أن تجميد بناء المستوطنات ليس هدفا في حد ذاته، وإنما وسيلة للمساعدة على بلوغ الجوهر، ألا وهو اتفاق إسرائيلي -فلسطيني لإنهاء الأعمال العدائية وتحقيق حل الدولتين. وفي ختام افتتاحيتها، قالت الصحيفة إن على نتانياهو، الذي سيلتقي مع المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل في لندن هذا الأسبوع، أن يركز على رفع الحواجز التي تؤخر تجديد المحادثات مع الفلسطينيين، بدلا من التمسك ببناء محدود في المستوطنات... مضيفة أنه إذا كان نتانياهو يريد اتفاقا مع الفلسطينيين (مثلما وعد)، فعليه أن يدخر قوته السياسية لإدارة النزاع الذي لا مفر منه مع شركائه على اليمين، وليس استنفادها في خصومات مضرة مع الولايات المتحدة. "الفوز بإسرائيل مجدداً": لون بن مير، أستاذ العلاقات الدولية بـ "مركز الشؤون العالمية" بجامعة نيويورك اعتبر في مقال له بصحيفة "يديعوت أحرنوت" أن الجهود التي يبذلها الرئيس الأميركي أوباما من أجل التقرب إلى العرب وإصلاح ما فسد من العلاقات بين العالم العربي والولايات المتحدة في عهد رئيسها السابق بوش الابن، خلقت جواً من التشكك والارتياب بين كثير من الإسرائيليين، حيث يساور القلق عدداً متزايداً منهم جراء احتمال أن تكون جهود أوباما للفوز بعقول وقلوب العالم العربي والتصالح معه على حساب إسرائيل، ومن أن يكون أقل تفهماً لبواعث القلق الإسرائيلية. ونتيجة لذلك، يضيف الكاتب، فإن عدداً متزايداً من الإسرائيليين يؤيدون رفض نتانياهو لمطالبة أوباما بتجميد المستوطنات، حتى وإن أدى ذلك إلى توتر مع واشنطن. واعتبر "بن مير" أنه من المهم في هذه اللحظة أن يخاطب أوباما الجمهور الإسرائيلي بشكل مباشر، في إطار حملة علاقات عامة كبيرة تشمل الإذاعة والتلفزيون والصحف. على أن الهدف، يقول الكاتب، ليس إعادة التأكيد على التزام أميركا بأمن إسرائيل فحسب، وإنما أيضاً إظهار أن أمن إسرائيل ورخاءها يكمن في السلام مع الدول العربية. وفي هذا السياق، يقول الكاتب إن على أوباما أن يشرح للإسرائيليين أنه يسعى لتحقيق ما سعى إليه من قبله الرئيسان كلينتون وبوش الابن، وأن يوضح بشكل لا لبس فيه أن تركيزه على المستوطنات ليس اعتباطيا، وإنما لأنها تمثل نقطة انطلاق أساسية إذا كانت إسرائيل تسعى بالفعل إلى السلام مع الشعب الفلسطيني. إسرائيل والسويد: صحيفة "جيروزاليم بوست" خصصت افتتاحية للتعليق على التقرير الذي نشرته صحيفة سويدية، ويتهم كاتبه الجيش الإسرائيلي بالاتجار في أعضاء الفلسطينيين، وهو التقرير الذي أثار موجة غضب عارمة في إسرائيل ووضع العلاقات الدبلوماسية بين ستوكهولم وتل أبيب على شفير الأزمة. وفي هذا السياق، تقول الصحيفة إن دونالد بوستروم أفاد في تقرير بصحيفة "أفتونبلادت" السويدية واسعة الانتشار أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يقتل الشباب الفلسطيني ويبيع أعضاؤهم. ويوم الأحد أعلنت الصحيفة السويدية أنها أرسلت صحافيين إلى الضفة الغربية حيث أكد فلسطينيون رواية بوستروم. "جيروزاليم بوست" قالت إنه إذا كان الإسرائيليون قد بالغوا في رد فعلهم على هذه "القصة السخيفة والباطلة"، فذلك لأن "التشهير المعادي للسامية" أدى إلى عواقب وخيمة بالنسبة لليهود منذ فجر التاريخ. واليوم، تقول الصحيفة، تريد "أفتونبلادت" الإبقاء على "الأكاذيب" حية في أوروبا القرن الحادي والعشرين، مضيفة أنه لو أن وزير الخارجية السويدي أيد تنديد إليزابيت بورسين بونيير، السفيرة السويدية في تل أبيب، بالتقرير الصحفي، بدلا من أن ينتقدها، لكانت القصة قد انتهت وتوقفت عند هذا الحد. وأضافت تقول إن استوكهولم كان بإمكانها أن تعلن أن الحكومة في بلد ديمقراطي لا تكمم الصحف، على أن توضح في الوقت نفسه أن "التشهير" لا يعكس آراء الشعب أو الحكومة السويديين لأن إسرائيل لم تطلب أكثر من التنديد. ولكن بدلا من ذلك، تقول الصحيفة الإسرائيلية، اختار رئيس الوزراء السويدي "رينفيلدت" المرافعة حول الدستور السويدي وحرية الخطاب ولم يستطع النأي بنفسه عن مقال الصحيفة السويدية، كما تقول. قرب الإفراج عن شاليط: صحيفة "هآرتس" أفادت ضمن عددها لأمس الثلاثاء بأنها علمت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو بات قريباً من عقد صفقة مع "حماس" للإفراج عن الجندي الأسير شاليط. وتأتي هذه الأخبار بعد زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك وزوجته أول أمس الاثنين لعائلة الجندي الأسير في شمال إسرائيل، إذ يُعتقد أن علاقة نتانياهو مع عائلة شاليط أفضل مقارنة مع سلفه إيهود أولمرت، ويبدو أنها تثق فيه أكثر، وهو ما رجحت الصحيفة أن يكون السبب وراء تخفيف العائلة للهجة تصريحاتها وبياناتها حول الحكومة. وإلى ذلك، نقلت الصحيفة عن معلقين فلسطينيين قولهم إن حركة "حماس" تبدو اليوم مهتمة بعقد صفقة مع إسرائيل، وذلك على اعتبار أن الحركة باتت في حاجة إلى إنجازٍٍ ما نظراً لـ "هزيمتها" في الهجوم العسكري الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، وتأخر إعادة إعمار القطاع، وتراجع مكانتها لدى الرأي العام الفلسطيني أمام منافستها "فتح". وفي هذا الإطار، أشارت الصحيفة إلى أن استطلاعات الرأي الفلسطينية الأخيرة تمنح "فتح" تقدماً بـ16 نقطة مئوية على "حماس"، في حال أجريت انتخابات اليوم، معتبرة أن أكبر إنجاز ممكن بالنسبة لـ"حماس" هو صفقة يتم بموجبها إطلاق سراح 450 سجيناً فلسطينياً فشلت "فتح" حتى الآن في تأمين الإفراج عنهم. إعداد: محمد وقيف