لا شك أن نيف جوردون كان محقاً تماماً في مقاله الأخير حين صدح بنداء: "قاطعوا إسرائيل!"، فسلاح المقاطعة هو الذي أضعف نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وأجبره أخيراً قبول مطالب المجتمع الدولي، وحل نفسه، مفسحاً المجال لديمقراطية تحرر السكان الأصليين من سيطرة البيض العنصريين، وتمنحهم حق حكم أنفسهم وقيادة البلاد. وتبدو رؤية الكتاب واضحة حين يقول إن الرد الوحيد على الآبارتايد الإسرائيلي هو تكثيف الضغط الدولي على الدولة العبرية، ولا شيء آخر غير ضغط المقاطعة؛ فتنديدات إدارة أوباما والاتحاد الأوروبي لم تفض إلى نتيجة، ولن تفضي إليها ما لم تقترن بالمقاطعة... لكن من أعجب عجائب زمننا أن الذي يقع تحت طائلة المقاطعة والعقوبات الدولية، هو الشعب الفلسطيني، ضحية الاحتلال الإسرائيلي، وضحية "العدالة" الدولية أيضاً! لؤي إسماعيل -الأردن