نحن في اليوم الأول من شهر رمضان المبارك، بما يستدعيه من انصراف عن اللذات الحسية إلى إعادة ترميم الروح وإحياء القلب... ومع ذلك فقد أحل لنا الشرع كثيراً من طيبات الطعام، لا بأس من ذكرها، أحرى إن كان ذلك يفتح باباً على تاريخ العراق القديم بما فيه من غنى وثراء وعراقة... وهذا ما فعله محمد عارف في مقاله الأخير، "رمضان كريم... يا عراق"، حيث أتحفنا بإيجاز مفيد لكتابين قيمين؛ أحدهما لعالم آثار فرنسي ويتناول فيه صنوف أطباق الطعام لدى قدماء العراقيين، والثاني لطبيبة عراقية مولعة بالمطبخ العراقي. وفي كلا الكتابين معلومات مفيدة تفتح أعين القراء على بعض الحقائق الثقافية والاجتماعية في تاريخ العراق، هي ما توقف عندها الكاتب في لفتات ذكية وشديدة الدلالة. بسام مضر -السويد