قرأت مقال الدكتور وحيد عبد المجيد وقد أعجبني ما ورد فيه من ملاحظات ورؤى حول المسار التاريخي لحركة "فتح" ومآلها الحالي وآفاق مستقبلها على ضوء ما دار في مؤتمرها العام الأخير، وما خلصت إليه من قرارات وإجراءات. والواقع أن حقائق ومتغيرات كثيرة استجدت في محيط "فتح" ومن حولها، دون أن تتغير هي بما تتطلبه استحقاقات المرحلة. فحين قررت تغيير منهجها الكفاحي تجاوباً مع مرحلة ما بعد أوسلو، كان ذلك التغيير مرتبكاً وغامضاً ويترك أسئلة كثيرة دون إجابة، على نحو فتح الباب لكثير من الأخطاء والانحرافات في مواقف وسياسات الحركة. ثم حين أفضى مسار أوسلو إلى طريق مسدود واتضح أن إسرائيل لا تريد سلاماً بل تريد تصفية القضية الفلسطينية فحسب، لم تستطع الحركة ابتداع استجابة خلاقة لهذا التحدي، بل واصلت انغماسها في وحل الممارسات السلطوية. من هنا كانت هزيمتها في انتخابات عام 2006، ترجمة لذلك التخبط الحائر... كما كان العجز طوال السنوات الماضية عن عقد مؤتمرها العام السادس، ترجمة أخرى لا تقل مأساوية! ياسر محمد -رام الله