شراكة صعبة بين أستراليا والصين... والأفغان يتحدّوْن "طالبان" الانتخابات الرئاسية الأفغانية، واتفاق ضخم لشراء الغاز الطبيعي المسال بين أستراليا والصين، وقيود على السفر في روسيا، ورحيل الرئيس الكوري الجنوبي السابق كيم داي جونج... موضوعات نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة سريعة في الصحافة الدولية. "الخوف لن يُسكت الأفغان": تحت هذا العنوان، نشرت صحيفة "تورونتو ستار" الكندية افتتاحية عددها أول من أمس الأربعاء، وخصصتها للتعليق على الانتخابات الرئاسية والمحلية التي جرت في أفغانستان أمس الخميس، والتي تعد ثاني انتخابات مباشرة وديمقراطية في تاريخ البلاد. وفي هذا السياق، تقول الصحيفة إن ملايين الأفغان أبوا إلا أن يشاركوا في هذه الانتخابات وتحدي الخوف على رغم تصاعد الهجمات التي تنفذها "طالبان" أو "القاعدة" في أفغانستان خلال الآونة الأخيرة. وحسب الصحيفة، فإن للكنديين سبباً قويًا ووجيهاً للاهتمام بنتيجة هذه الانتخابات، نظراً إلى أن "أوتاوا" أنفقت نحو 18 مليار دولار لتوفير الأمن والمساعدات لذلك البلد المضطرب، وأن الجنود الـ2800 الذين تساهم بهم ضمن قوات "الناتو" تكبدوا إصابات كثيرة. واعتبرت أن الكنديين يجدون ما تم تداوله بين الأفغان أثناء الحملة الانتخابية مشجعاً على اعتبار أن الأفغان يريدون أن يكون الجيش الأفغاني هو من يتولى المهمة، وليس القوات الأجنبية التي لا يكنون لها كثيراً من الود. أمر، تقول الصحيفة، يؤكد صواب قرار "أوتاوا" المتمثل في رفض أي دور حربي بعد انتهاء مهمتها الأفغانية التي تنتهي في 2011، والتركيز بدلاً من ذلك على تدريب الجيش والشرطة الأفغانيين، مضيفة أن الأفغان يضعون توفير الوظائف وإعادة الإعمار ضمن قائمة تمنياتهم، وهو ما يؤكد صواب تشديد كندا على رهان مساعدات التنمية. واختتمت الافتتاحية بالقول إنه مهما تكن نسبة المشاركة في انتخابات أمس، فإن الثابت هو أن الأفغان اغتنموا الحملة الانتخابية للكشف عن آمالهم ومخاوفهم ولمحاسبة زعمائهم، و"ذاك تغيير نحو الأفضل". الصين وأستراليا... الشراكة الصعبة: صحيفة "ذا أستراليان" خصصت افتتاحية عددها لأمس الخميس للتعليق على توقيع أستراليا والصين يوم الثلاثاء الماضي لأكبر اتفاق تجاري بينهما على الإطلاق، ويتعلق بصفقة لشراء الغاز الطبيعي المسال بقيمة تناهز 40 مليار دولار تقريباً. وحسب الصحيفة، فإن اتفاق جورجون، الذي وقعته من الجانب الصيني "بترو تشاينا"، التي تُعد أكبر شركة نفط صينية، يقضي بتصدير نحو 2.5 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال من غرب أستراليا إلى الصين كل عام. وفي هذا الإطار، نقلت الصحيفة عن رئيس الوزراء الأسترالي "كيفين رود" قوله للبرلمان الفيدرالي إن اتفاق جورجون سيوفر 40 مليار دولار من المداخيل للحكومة على مدى ثلاثين عاماً، وسيخلق نحو 6 آلاف وظيفة، وهو ثاني اتفاق ضخم يوقع مع الصين هذا الأسبوع بعد اتفاق خام الحديد مع مجموعة "فورتسكيو ميتالز". إلى ذلك، لفتت الصحيفة إلى أن الاتفاق يأتي في ظرفية تشهد فتوراً، إن لم يكن تشنجاً، في العلاقات السياسية والدبلوماسية بين بكين وكنيبرا، وذلك على ضوء انتقادات الأخيرة للأولى بخصوص مواضيع حقوق الإنسان. غير أن الصحيفة ترى أن إلحاح الصين على المضي قدماً في توقيع الاتفاق إنما يؤكد أن "الموارد الاستثنائية التي تتوافر عليها أستراليا تفوق بواعث قلق قطب اقتصادي عالمي متعطش للطاقة مثل الصين"، التي قد تكون باردة وفاترة على الجبهة الدبلوماسية في الوقت الحاضر، ولكن تصبح كلها حماساً وحيوية عندما يتعلق الأمر بإبرام الصفقات التجارية مع أستراليا، كما تقول. "انفلوانزا الخنازير... ذريعة لإغلاق الحدود؟": في صحيفة "سانت بيترسبورج تايمز" الروسية، انتقدت الصحافية "آنا شيرباكوفا" اقتراح وزير الصحة الروسي جينادي أونيشينكو فرض حظر على الرحلات المدرسية الروسية إلى بريطانيا بسبب المخاوف من أن يصاب التلاميذ بانفلوانزا الخنازير. أمر انتقدته كاتبة العمود بشدة، معتبرة أن السفر إلى الخارج بات يواجه تهديداً خطيراً، وأنه ليس لوزير الصحة الروسي الحق القانوني في فرض مثل هذه الاقتراحات؛ لأنها تدخل ضمن دائرة اختصاص الدوما (الغرفة السفلى للبرلمان) أو رئيس الدولة. والأدهى، حسب شيرباكوفا، أن السلطات المحلية تبنت، على ما يبدو، "اقتراحات" الوزير الروسي، حيث منع مندوب وزارة الصحة الروسية في موسكو مجموعة من الطلبة كانت تعتزم تعلم اللغة الإنجليزية بأحد المخيمات الصيفية في بريطانيا. وفي معرض طعنها في الأسس التي استند إليها وزير الصحة لإصدار "اقتراحاته"، تقول الكاتبة إن النطاق الجغرافي لانتشار الانفلوانزا في العالم غير واضح، مما يجعل فرض حظر على السفر إلى بلدان معينة أمراً شبه مستحيل. وأضافت تقول إن انفلوانز الخنازير تضاف اليوم إلى قائمة من العوامل التي تهدد واحداً من الحقوق الدستورية للمواطن الروسي، ألا وهو حرية التنقل والسفر، عوامل تشمل، حسب الكاتبة، تراجع القدرة الشرائية للروبل، وإمكانية التوقيف في الحدود لسبب من قبيل أنك نسيت دفع فاتورة هاتفك الخلوي. وكل هذه العوامل وغيرها دفعت العديد من الروس إلى العدول عن فكرة قضاء العطلة الصيفية في الخارج هذا العام، على أن المتضرر الأول هو قطاع السفر، مثل شركات الطيران ووكالات الأسفار. رحيل كيم داي جونج صحيفة "جابان تايمز" اليابانية أفردت افتتاحية عددها لأمس الخميس لاستحضار أبرز إنجازات الرئيس الكوري الجنوبي السابق كيم داي جونج الذي وافته المنية يوم الثلاثاء الماضي عن سن تناهز 85 عاماً بأحد مستشفيات سيئول. وفي هذا الإطار، ذكّرت الصحيفة بأن "كيم" آمن بأهمية المصالحة والتعاون بين "الشمال" و"الجنوب"، حيث وضع سياسة "الشمس المشرقة"، التي شددت على أهمية التعاون السلمي مع الجارة الشمالية وشملت تقديم مساعدات اقتصادية وإنسانية مهمة إليها. كما لعب دوراً أساسياً في عقد أول قمة كورية- كورية عام 2000. وعرفاناً بحرصه على السلام والمصالحة مع كوريا الشمالية، وبالجهود التي بذلها في سبيل نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان في بلاده، وفي منطقة شرق آسيا عموماً، مُنح في ديسمبر 2000 جائزة نوبل للسلام. أما فيما يتعلق بالعلاقات مع اليابان، فقالت الصحيفة إن التاريخ سيتذكر "كيم" باعتباره الزعيم السياسي الذي عمل جاداً على النهوض بالعلاقات مع طوكيو، حيث اشتهر بدعوته إلى بناء "علاقات جديدة" بين اليابان وكوريا الجنوبية في القرن الحادي والعشرين، ودعا إلى انفتاح بلاده التدريجي على الثقافة الشعبية اليابانية، ضمن جهود أفضت إلى تبادل ثقافي واسع النطاق بين البلدين مازال متواصلاً إلى اليوم. وهي تركة ستخلد اسم كيم إلى الأبد، تقول الصحيفة اليابانية. إعداد: محمد وقيف