لا شك في أن قوى المعارضة اللبنانية، وعلى رأسها "حزب الله"، تريد أن تحصل باستخدام وسائلها المعروفة على ما لم تستطع نيله بالانتخابات التي منح من خلالها اللبنانيون ثقتهم لفريق الأكثرية بقيادة سعد الحريري. هذا ما لاحظه عبد الوهاب بدرخان في مقاله "ديمقراطية الترهيب"، حيث كشف حقيقة أن الحزب أثر من خلال سلاحه وأثار خوفاً أدى إلى تغيير تركيبة الأكثرية بسبب اهتزاز العلاقة بين جنبلاط والحريري، ومن ثم جعل الأخير مكبلاً بشروط تريد منها المعارضة أن تكون لها نصيب الثلث في الحكومة. وهي بالتأكيد عملية مناقضة لجوهر الديمقراطية، بل أقرب ما تكون إلى القرصنة والابتزاز. وفي كل الأحوال، فليس من مصلحة لبنان أن يحكم برئيس حكومة ضعيف ومقيد بالشروط والاشتراطات الكثيرة، كما يريد "حزب الله"، بل من مصلحة لبنان أن تتحرر جميع قواه من ارتهانها لحسابات خارجية ولروح "المغامرة"، التي بدأ شبحها يطل مجدداً في أجواء الأيام الحالية. جمال عبدالله - بيروت