\"عصر بوتين الذهبي\"... وتحديات النمو الاقتصادي في اليابان كيف يمكن تقييم حقبة بوتين في روسيا؟ وهل بالإمكان تعزيز الاقتصاد الياباني؟ وما هو مستقبل الدور الكندي في أفغانستان؟ وماذا عن ردود فعل سيول على إطلاق بيونج يانج سراح \"أسان\"؟ تساؤلات نجيب عنها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية. \"عصر بوتين الذهبي\": هكذا عنون \"إليكسي باير\" مقاله المنشور يوم أمس في \"ذي موسكو تايمز\" الروسية، مشيراً إلى أنه خلال السنوات العشر الأخيرة، نعمت روسيا بالرخاء، ولم يسبق للمستهلكين الروس أن كانت لهم مثل هذه الخيارات الواسعة من قبل، ورغم أن الثروة النفطية- التي قد لا يتم إنفاقها بعقلانية- فإن الأموال تراكمت على الأقل في موسكو. الكاتب، وهو روسي من سكان موسكو ومقيم حالياً في نيويورك، يرى أنه قياساً على الماضي القريب، فإن الروس تحرروا بشكل ملحوظ، فلم تعد ثمة قيود على السفر للخارج، وكل شخص بمقدوره الاتصال بالأجانب دون خوف، وتوجد حرية دينية، كما أن الدخول على شبكة الإنترنت غير مقيد. ولولا الحرب على جورجيا، فإنه يمكن القول إن روسيا تعيش في سلام مع جيرانها، فهي لاتزال تحترم حدود ما بعد الاتحاد السوفييتي. الكاتب يرى أن الجيل المقبل، ربما يشعر بالحنين إلى حقبة بوتين، وهذا ما يراه الكاتب أساس المشكلة. النائب الأول لرئيس الوزراء الروسي \"إيجور شوفالوف\" أعلن \"أن روسيا قد تصبح بحلول عام 2020 أكثر بلدان العالم جاذبية\". كلمات يجب أن تُكتب على الصخر، لتكون في مقابل العبارة التي أعلنها الزعيم السوفييتي الراحل \"نيكيتا خوروشوف\" أن \"الجيل الحالي من الشعب السوفييتي سيعيش في ظل الشيوعية\". لكن بالاستناد إلى مستوى الدخل وعمر الفرد المتوقع، وحماية البيئة، ودرجة الأمان على الطرق والفساد، ومعدلات الجريمة والحماية القانونية، فإن روسيا تعد من أسوأ الأماكن التي يمكن العيش فيها، على الأقل مقارنة ببلدان أوروبا. وحتى في ظل الرخاء النفطي الذي شهدته روسيا خلال السنوات العشر الأخيرة، أصبحت روسيا أقل جاذبية استناداً إلى معايير منها \"الوجه القبيح للقومية\"، وتنامي القوى غير الليبرالية وغير المتسامحة، والحنين إلى الأمجاد السوفييتية. الكاتب تحدث خلال الآونة الأخيرة مع بعض رجل الأعمال الأميركيين، الذين وجد أنهم يمتدحون بوتين؛ لأنه من وجهة نظرهم، حال بين بعض الروس الغاضبين وبعض الأيديولوجيين المتعصبين، لكن في واقع الأمر، فإن عدد هؤلاء الأيديولوجيين في ارتفاع، وبدأ في تفعيل رأسمالية الدولة، وكافأ المقربين منه، وازداد دور الدولة في خدمة الاقتصاد، وتراجعت الإصلاحات الليبرالية. وعلى الصعيد الخارجي، انضوت روسيا في مواجهات متدنية مع الغرب روسيا. وحسب الكاتب، تعيش روسيا في ظل عزلة دولية اختيارية، ولديها اقتصاد يفتقر إلى الشفافية ويعاني الفساد البيروقراطي. استراتيجية النمو: اختارت \"أساهي تشيمبيون\" اليابانية هذه العبارة عنواناً لافتتاحيتها يوم السبت، مشيرة إلى أن التعافي السريع من الدمار الناجم عن الحرب العالمية الثانية، والنمو القوي الذي شهدته بعد الحرب يعتبرهما كثيرون \"معجزة اقتصادية\". ثقة اليابانيين في أداء بلادهم تعززت في 1969، عندما تفوقت اليابان على ألمانيا الغربية بمعيار الناتج المحلي الإجمالي، لتصبح اليابان ثاني أكبر اقتصاد بعد الولايات المتحدة. لكن يبدو أن اليابان على وشك فقدان المرتبة الثانية في الاقتصاد العالمي لصالح الصين التي ينمو اقتصادها بسرعة كبيرة. اليابان يهيمن عليها التشاؤم، وهي حال تعد نقيضاً لما كان يشعر به اليابانيون خلال العقود الأربعة الماضية. هم الآن قلقون تجاه تراجع النمو الاقتصادي، ومن تناقص عدد السكان. وإذا لم يتنام الناتج المحلي الإجمالي لليابان، فإنه من الصعب استمرار مستوى المعيشة الراهن على ما هو عليه. وللخروج من الركود، يتعين على اليابان مواجهة ثلاثة تحديات، أولها المنافسة والتعايش مع الاقتصاديات الصاعدة كالصين، والتغلب على النتائج المترتبة على شيخوخة المجتمع، وإعادة هيكلة اليابان، بحيث تتحول إلى مجتمع أقل استهلاكاً للكربون. \"مستقبل كندا في أفغانستان\": بهذه العبارة، خصصت \"تورونتو ستار\" الكندية افتتاحيتها يوم الأحد الماضي، قائلة: إنه في ظل أجواء انتخابات الرئاسة الأفغانية، ومع زيادة عدد القوات الأميركية في أفغانستان، نجد أن رئيس الوزراء الكندي، مضطر بالإبقاء على جنوده البالغ عددهم 2800 إلى أن يحين موعد انسحابهم، في ظل ظروف السرية التي تحيط بالعملية العسكرية في أفغانستان. تصريحات عدة، تطرقت إليها الصحيفة، منها تصريح لأمين عام حلف شمال الأطلسي، الذي قال إنه سيحزن بشدة إذا انسحبت القوات الكندية من أفغانستان، والسفير الأميركي في كندا، الذي امتدح التزام كندا بالمهمة الأفغانية، والسفير الأفغاني لدى أوتاوا الذي يأمل في استمرار الدور الكندي. هذه التصريحات، تعكس إعجاباً وتقديراً لما تقوم به القوات الكندية في قندهار، وهذا يعكس أيضاً ما أنفقته كندا على الأمن الأفغاني والذي يقدر بـ18 مليار دولار، علماً بأن قليلاً من أعضاء \"الناتو\" قدموا مساعدات أكثر من المساعدات الكندية. الآن غالبية الكنديين تقول حسناً ما قدمناه يكفي. القوات الكندية موجودة داخل أفغانستان منذ عام 2001، وبحلول عام 2011 سيكون مر عليها عقد كامل، وبنهاية العالم الحالي سيكون عدد قوات \"الناتو\" داخل أفغانستان قرابة 100 ألف جندي، وفي هذه الحالة ليس من العار أن تأخذ القوات الكندية فترة استراحة، وهذه الجزئية يجب على \"هاربر\" توضيحها، في ظل إصرار وزير الدفاع الكندي على عام 2011 كموعد للانسحاب. الأمر بحاجة إلى إعلان واضح وصريح لتأكيد هذا الموعد. \"لا تكافئوا كوريا الشمالية\": هكذا عنونت \"كوريا هيرالد\" الكورية الجنوبية افتتاحيتها يوم السبت الماضي، مشيرة إلى أن كوريا الشمالية أطلقت يوم الخميس الماضي، سراح \"هوتداي أسان\" الموظف الكوري الجنوبي الذي كان محتجزاً لديها طوال الأشهر الأربعة السابقة، والذي كان يعمل في مجمع \"جاسيونج\" الصناعي. عودته للحرية أمر يجب الترحيب به، لكن على بيونج يانج توضيح أسباب اعتقاله طوال هذه المدة. وما هي القوانين التي انتهكها حتى يتم احتجازه وترحيله. وحسب السلطات الكورية الجنوبية، لم تقدم بيونج يانج أية توضيحات بخصوص الإفراج عن \"أسان\"، ولم تقدم أي دليل على إدانته. الخطوة الأولى التي يتعين على سيول القيام بها، هي استجواب \"أسان\" للتأكد من أن حقوقه كانت محمية وفق الاتفاقية المبرمة بين الكوريتين. لا يجب مكافأه بيونج يانج على إطلاقها سراح هذا الرجل، بل يمكن تعليق المساعدات الكورية الجنوبية لبيونج يانج، على الأقل حتى ترسل كوريا الشمالية زورق الصيد وطاقمه المكون من أربعة أشخاص الذين اختفوا في المياه الكورية الشمالية قبل عدة أسابيع. إعداد: طه حسيب