لم تعد ازدواجية الخطاب الغربي، الإعلامي والسياسي والثقافي، خافية إلا على من لا يريد رؤيتها. هذا ما تبدّى لي مرة أخرى وأنا أقرأ مقال \"متى تعترف فرنسا بهويتها المتعددة؟\"، لكاتبته سايمي روم، وقد علقت فيه بحصافة كبيرة على النداء الصادر مؤخراً من الرئيس الفرنسي بحظر ارتداء النساء المسلمات للنقاب في بلاده، معتبراً أنه يضر بهويتها الثقافية والحضارية! ونتذكر أن فرنسا كانت قد حظرت ارتداء الحجاب في المدارس قبل عدة أعوام، وهي تتأهب الآن لحظر النقاب مطلقاً وفي أي مكان، حتى لا يضر بنقاء الهوية الثقافية لفرنسا! والمشكلة أن هذا التوجه يأتي من طرف يعتبر نفسه المبشر بحقوق الإنسان، والحامي لحمى الحريات الدينية والثقافية... بل اعتاد أن يحدث ضجة كبيرة حول قضايا الأقليات، ساعياً إلى جعل إرادة الأقلية قانوناً يسري على الأغلبية في حالات كثيرة! مزيان خضر - الجزائر