تعرض حازم صاغية في مقاله ليوم السبت الماضي إلى تجربة هدم جدار برلين، وما انطوت عليه من أبعاد رمزية ودلالية عميقة في تاريخ ألمانيا وفي السياق الأوروبي عامة... لكنني أعتقد أنه بالغ إلى حد التهويل في ذلك التناول، وكأن الحدث هو بداية الكون ونقطة التكون الهائل في مسار الحياة! لا شك في أن سنوات الانقسام إلى شطرين كانت من أكثر السنوات قسوة في حياة الألمان، لكن ما بعد سقوط الجدار، لم يكن زمنياً وردياً كما توقعوه وحلموا بها. فقد تكبد اقتصاد ألمانيا الغربية خسائر هائلة في إعادة تأهيل اقتصاد الشطر الشرقي، مما أقعد اقتصاد الدولة الجديدة لعدة أعوام عن خوض المنافسة على الصعيدين الأوروبي والعالمي. أما المكانة الدولية التي توقعها الكثيرون لألمانيا الجديدة، فلم تتحقق وبقيت متأرجحة بين الولاء لواشنطن والتحالف مع باريس الديجولية المنقضية! جمال بكر - القاهرة