كان الدكتور حسن حنفي محقاً في مقاله الأخير حين حذر من خطر الانتقال بالتعددية الثقافية إلى تعددية سياسية. فالتعددية الثقافية، كما أوضح الكاتب، لا تمثل شراً بذاتها، بل هي موجودة كواقع اجتماعي يسمه التنوع والتباين اللذان هما من طبيعة الأشياء والناس والأقوام والبشر ذاتهم... فقد خلقه الله البشرية \"شعوباً وقبائل\". بيد أن خطر التعددية الثقافية ينشأ من محاولة البعض، على إيقاع دعوات متطرفة، ترجمة التنوع الثقافي والإثني في المجتمع إلى حالة سياسية تكرس مفاهيم الأقلية والأغلبية وتبني نظاماً للمحاصصة الفئوية، على حساب المواطنة المتساوية وضد مبدأ الوحدة الوطنية الجامعة. إنه الخطر الذي يتهدد حالياً بعض الدول العربية، ويوشك أن يفرض حالة من التشظي والتوتر في شرايين المجتمع والنظام السياسي، تحت دعاوى الحقوق الثقافية للأقليات مقابل الأغلبيات، بما يحدث جدلاً عقيماً تضيع في متاهاته مصالح الوطن، وتسبقها المصالح الفئوية الضيقة وضغوطات الخارج. عبدالله حسن - البحرين