ثمة عقدة مستعصية بين روسيا وبعض الجمهوريات السوفييتية السابقة في محيطها الإقليمي، لاسيما جورجيا وأوكرانيا اللتان ما انفكتا تتهمان موسكو بالتدخل في شؤونهما الداخلية. وهذا الاستعصاء منشؤه التاريخ والجغرافيا، فالماضي السوفييتي الذي جمع روسيا بتلك الجمهوريتين، وما يعتبره أبناؤهما ظلماً لحق بهما خلال المرحلة السوفييتية، يلقي الآن بظلال من الحساسية الشديدة في علاقات الأطراف؛ فمن جهة الجمهوريتين هناك عقدة الضحية المظلوم، ومن جهة روسيا هناك شعور بالغضب من "تمرد" كييف وتبليسي واستقواؤهما عليها بالآخر الأميركي. أما الجغرافيا فتفعل فعلها في تخليق الحساسية بين جار قوي وجيرانه الأضعف! جمال محمد -القاهرة