ما من شك في أن نسبة كبيرة من المشكلات التي واجهها إعلاميون عرب في بلدانهم خلال الأعوام الأخيرة، كان سببها الانخداع بما سماه الدكتور أحمد عبد الملك في مقاله الأخير "سراب الديمقراطية". فقد توهموا أن بعض التغييرات الشكلية في بلدانهم، كافية لإيجاد مناخ يحترم حرية التعبير كما هي في ظل الديمقراطيات الحقيقية، فتفاجؤوا بأنهم احتسبوا السراب ماءً حتى إذا ما مارسوا حقهم في التعبير الحر، وجدوا هناك من يوفيهم حقهم في العسف والتنكيل والقمع! من هنا أقول إنه من الأفضل للإعلام العربي أن يعمل في بيئة يعرف ما لها من خصوصيات ومحاذير ومحرمات كثيرة تستدعي المراعاة والاحترام، من أن يجد نفسه وسط مناخ ديمقراطي وهمي ومزيف وسراب. فهيم سلمان -لبنان