تساؤل مهم طرحه الدكتور خالد الدخيل في مقاله ليوم الأربعاء الماضي: "هل أخطأ الحريري بقبول التكليف؟". وبالنسبة لي تأتي أهمية هذا السؤال من جانبين أساسيين: أولهما أن التطورات الأخيرة في لبنان، وعلى رأسها الموقف الجديد من جنبلاط، والذي وضع فجوة بينه وبين فريق 14 آذار، يدلل مرة أخرى على الطبيعة الرجراجة للخريطة السياسية اللبنانية ذاتها، ما يعني أن من يتصدى لقيادة العمل الحكومي في لبنان، هو كمن يحاول المشي وسط حقل ألغام متناثرة. أما الجانب الآخر، وقد أشار إليه الكاتب، فهو الالتزام الأخلاقي والقانوني لسعد الحريري تجاه مسألة كشف الحقيقة فيما يتعلق بمقتل والده. فثمة ما يمكن أن تقول المعارضة إنه تناقض بين هذا الالتزام وبين الالتزام العام المترتب على قيادة الحكومة، علاوة على أن إعطاء الأولوية لأحد الالتزامين قد يدفع لإعطاء تنازلات في الالتزام الآخر. أحمد علواني - بيروت