نهاية الحرب على الإرهاب... وتداعيات الركود في بريطانيا إعلان أميركا انتهاء الحرب العالمية على الإرهاب، وتطورات الوضع في باكستان، وجولة هيلاري الأفريقية، وتداعيات الموجة الثانية من الركود الاقتصادي في بريطانيا... موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة البريطانية. * "انتهاء الحرب العالمية على الإرهاب": تحت عنوان "انتصار الوضوح"، أشارت "الديلي تلغراف" في افتتاحيتها يوم الجمعة الماضي إلى ما أعلنه "جون برنان" مستشار الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب عن "انتهاء الحرب العالمية على الإرهاب"، التي شنها الرئيس السابق جورج بوش. وتقول الصحيفة إن هذا الإعلان لا يرجع لأن الولايات المتحدة قد تمكنت من كسب هذه الحرب، وإنما لأن عبارة "الحرب العالمية على الإرهاب" مثلها في ذلك مثل بعض المخلفات البلاغية المتبقية من الحقبة البوشية، كان يجب التخلص منها؛ لأنها عبارة شديدة الخطورة، ولأنها تعبر عن رؤية بوش الثنائية للعالم التي صاغها في عبارته "إما أن تكون معنا أو مع الإرهابيين"، وعن تقسيمه للدول إلى دول "خيرة" وأخرى "شريرة" أو تمثل "محوراً للشر"؛ ولأن هذه العبارة "الحرب العالمية على الإرهاب"، كان يمكن أن تُفهم من قِبل البعض بأن الولايات المتحدة تحارب باقي العالم. وترى الصحيفة أن الإعلان عن "انتهاء الحرب على الإرهاب"، هو انتصار للوضوح اللغوي والدقة اللغوية؛ لأنه من الصعب شنّ حرب على اسم مجرد "الإرهاب"، لكن الصحيفة ترى أنه إذا كان أعضاء فريق أوباما أكثر معرفةً من فريق بوش، فإن هذا الفريق لم ينجُ هو الآخر من ظاهرة صك صياغات مثيرة للجدل مثل اقتراحه لاستخدام عبارة "عملية طارئة وراء البحار"، كبديل لمصطلح "الحرب على الإرهاب". والسيد بيرنان نفسه لم ينجُ من هذه الظاهرة، حيث قال في تصريح أدلى به مؤخراً "عندما نركز على التكتيك (الإرهاب)، فإننا نخاطر بذلك بالتخبط وسط أشجار الإرهابيين، دون أن نرى كثافة غابة التطرف"!. * باكستان: ادعاءات سابقة لأوانها، كان هذا هو العنوان الذي اختارته صحيفة "الجارديان" لافتتاحيتها الصادرة أول من أمس الثلاثاء، والتي بدأتها بالقول إن هناك حقيقة مؤكدة تبرز الآن من بين ضباب الحرب الذي يلف منطقة وزيرستان بعد إعلان السلطات الباكستانية عن مصرع "بيعة الله محسود" في قصف لطائرة أميركية من دون طيار. وترى الصحيفة أنه سواء كان محسود قد قتل أو يعاني مرضاً شديداً، فإن الحقيقة هي أن حركة "طالبان باكستان"، التي يقودها، تشهد أزمة كبيرة في الوقت الراهن، وذلك بسبب الصراعات الناشبة بداخلها بين الطامعين في وراثة محسود من بين مساعديه الكبار. كما ترى أن ادعاء السلطات الباكستانية أن قتل "محسود" بحد ذاته سوف يفقد الحركة الكثير من سطوتها ونفوذها، على أساس أنك عندما تقطع رأس الوحش، فإن مخالبه في تلك الحالة تغدو عديمة الفائدة هو ادعاء سابق لأوانه. وتفند الصحيفة الادعاء القائل إنه عندما تقوم الطائرات الأميركية بقتل أعداء باكستان، فإن مثل هذه العمليات ستصبح أكثر قبولًا من قبل الجيش الباكستاني الذي لا يزال قسم منه يرفض ضرب الباكستانيين بواسطة الأميركيين. الصحيفة ترى أن الادعاء بأن مصرع "محسود" سينهي (طالبان- باكستان)، هو ادعاء سابق لأوانه أيضاً؛ لأن مصرعه قد يدفع أجنحة الحركة المتنافسة بين بينها لشن المزيد من الهجمات في إطار الصراع على تأكيد كل منها لسيادتها على الحركة. يمكن أن تشن المزيد من الهجمات على أهداف داخل باكستان. * هيلاري وظل كلينتون: في معرض تعليقها على زيارة "هيلاري كلينتون" وزيرة الخارجية الأميركية، الأخيرة لأفريقيا قالت "الديلي تلغراف" في افتتاحيتها تحت هذا العنوان أول من أمس الثلاثاء إنه كان من المقبول بالنسبة لهيلاري العيش في ظل زوجها عندما كان في زمان مختلف رئيساً للولايات المتحدة، ولكن الشيء غير المقبول هو أن تستمر في ذلك بعد أن أصبحت مسؤولة عن السياسة الخارجية للولايات المتحدة. والصحيفة تشير إلى ما حدث أثناء زيارتها للكونجو عندما سألها طالب كونجولي عن رأي زوجها بشأن عقد صفقة تجارية جديدة، فردت عليه بعنف وعصبية قائلة "أنا وزيرة الخارجية وليس زوجي". وقالت الصحيفة إنه من حق كلينتون أن تشعر بالغضب على أساس أن سؤالًا مثل هذا ما كان سيتم توجيهه لو كان من يشغل منصب وزير الخارجية الأميركية رجلاً، غير أنه كان يتعين عليها باعتبارها رئيسة دبلوماسية أكبر دولة في العالم أن ترد على ذلك السؤال المستفز بقدر أكبر من الدبلوماسية والحنكة. بريطانيا وتداعيات الموجة الثانية من الركود: في افتتاحيتها التي حملت عنوان: هناك مخاوف من أن تؤدي الموجة الثانية من الركود إلى زيادة نسبة الجريمة والعنف المنزلي في بريطانيا، والمنشورة أمس الأربعاء، قالت "التايمز" إن مقدمات الموجه الثانية من الركود في بريطانيا، قد أدت إلى زيادة ملحوظة في نسبة الإدمان على المخدرات والكحوليات والعنف المنزلي حسب ما جاء في التحذير الذي وجهته "مفوضية المراجعة العامة"، وهي إحدى هيئات المراقبة الحكومية، التي قالت إن المجالس المحلية في مختلف المدن البريطانية لا تقوم بما يكفي لإعداد مجتمعاتها لمواجهة تأثير ازدياد حالات الإفلاس وانهيار المشروعات التجارية وزيادة نسبة البطالة التي تؤدي جميعها إلى زيادة حدة المشكلات الاجتماعية والإنسانية، وتقول المفوضية التي تراقب أداء المجالس المحلية ومستوى تقديمها للخدمات إن تلك المجالس تواجه ضغوطاً متزايدة من أجل تعزيز خدماتها الصحية والاجتماعية والنفسية والتعليمية تحديداً، فالعديد من الآباء البريطانيين لم يعودوا قادرين على تعليم أبنائهم في مدارس خاصة بسبب تداعيات الأزمة، كما تقول إنه وإن كانت بريطانيا لاتزال في المرحلة الأولى من الركود (المرحلة الاقتصادية)، إلا أنها على وشك دخول المرحلة الثانية (المرحلة الاجتماعية) التي ستتبلور فيها المشكلات الاجتماعية الناتجة عن الركود، والتي تشمل العنف المنزلي، وإدمان المخدرات، والإفراط في تناول الكحوليات نتيجة إخفاق عدد متزايد من الشباب في العثور على الوظائف التي تضمن لهم الاستقرار الاجتماعي والأمان النفسي. إعداد: سعيد كامل