دعوة لوقف "المقاطعة" العربية... وتهديدات صوب الجبهة اللبنانية ------- رسالة من أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي إلى أوباما لحث العرب على العدول عن مقاطعة إسرائيل، وتهديدات إسرائيلية للبنان و"حزب الله"، و"تدخل" فرنسي في شؤون إسرائيل الداخلية، وتنكر إيهود باراك لنهج إسحق رابين... موضوعات أربعة نستعرضها بإيجاز ضمن قراءة في الصحافة الإسرائيلية. -------- التطبيع قبل السلام!: صحيفة "يديعوت أحرنوت"، أفادت في عددها لأمس الثلاثاء بأن مجموعة تضم 71 عضواً في مجلس الشيوخ الأميركي بعثت برسالة إلى أوباما يوم الاثنين تطلب منه فيها تشجيع الدول العربية والضغط عليها من أجل بحث اتخاذ "تدابير دراماتيكية" تجاه إسرائيل، تظهر التزامها بالسلام مع إسرائيل وتكون شبيهة بالخطوات التي اتخذها الرئيس المصري الراحل أنور السادات في زيارته التاريخية إلى القدس في 1977. وتضم قائمة أعضاء مجلس الشيوخ الموقعين أعضاءً من الحزبين "الديمقراطي" و"الجمهوري"، وفي مقدمتهم "هاري ريد"، زعيم الأغلبية "الديمقراطية" في مجلس الشيوخ، وميتشل ماكونل، زعيم الأقلية الجمهورية. وحسب الصحيفة، فإن الموقعين عددوا ما قالوا إنها خطوات اتخذها رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتانياهو للتأشير إلى "التزام" إسرائيل بالسلام مع الفلسطينيين والعالم العربي كافة، مشيرين في هذا الصدد إلى الخطاب الذي ألقاه بجامعة بار إيلان، والذي عبر فيه علنا عن دعمه الصريح لحل الدولتين (وإن مقابل قائمة من الشروط) ودعا فيه إلى الاستئناف الفوري لمفاوضات السلام، إضافة إلى ما اعتبروها مؤشرات مشجعة مثل تحسين الحياة اليومية للفلسطينيين من خلال جملة من التدابير مثل إزالة الحواجز المنتشرة على الطرق والمساهمة في التنمية الاقتصادية في الضفة الغربية. وفي ختام الرسالة، قال الموقعون لأوباما إنهم يتوقعون من البلدان العربية أن تتخذ خطوات مماثلة لإظهار التزامها بعملية السلام، ومن ذلك إنهاء مقاطعة إسرائيل، والالتقاء مع المسؤولين الإسرائيليين، وإقامة علاقات تجارية مفتوحة مع إسرائيل. التهديدات الإسرائيلية: تحت عنوان "التهديدات الإسرائيلية للبنان لا تؤدي إلا إلى تقوية "حزب الله"، نشرت "هآرتس" في عددها لأمس الثلاثاء مقالاً تحليلياً لمحرر شؤون الشرق الأوسط "زفي بارئيل" يعلق فيه على تهديدات عدد من المسؤولين الإسرائيليين للبنان و"حزب الله" بردٍ قويٍ وقاسٍ في حال انطلاق أي هجوم ضد إسرائيل من الأراضي اللبنانية أو استهداف إسرائيليين في الخارج. وكانت آخرها تصريحات نتانياهو و"داني أيالون" نائب وزير الخارجية الإسرائيلي. "بارئيل" يرى أن أي حكومة لبنانية ستكون مجبَرة على الوقوف خلف "حزب الله" ومساندته في حال استهداف إسرائيل للمنشآت المدنية اللبنانية. وعلاوة على ذلك، يضيف الكاتب، فإن "حزب الله" نفسه لم يقم وزناًً لهذه التهديدات، حيث نقلت بعض الصحف اللبنانية عن مصادر مقربة من الحزب قولها إنها واثقة من أن إسرائيل لن تقدم على الهجوم بدون موافقة من الإدارة الأميركية، علماً بأن هذه الأخيرة لا مصلحة لديها في الوقت الراهن في أي تصعيد يمكن أن ينسف مخططات أوباما الدبلوماسية ويفسد العلاقات الآخذة في التحسن بين الولايات المتحدة وسوريا. وإضافة إلى ذلك، يقول الكاتب إن ثمة اتفاقاً واسع النطاق في لبنان على أنه في حال نفذ "حزب الله" هجوماً كبيراً ضد إسرائيل، فإن هذه الأخيرة لن يكون أمامها خيار آخر غير الهجوم. والحال أنه في الوضع الحالي الذي يقوم فيه "حزب الله" بحساب دقيق وحذر لخطواته السياسية في لبنان، يقول بارئيل، فالأرجح أنه سيختار الإحجام عن مغامرة من هذا القبيل، ليخلص الكاتب في ختام مقاله إلى أن "حزب الله" بات اليوم في وضع مريح تقوي فيه التهديدات الإسرائيلية الحجج التي يدفع بها من أجل استمراره في التسلح باعتباره جزءاً من "التشكيلة الدفاعية" اللبنانية. "دعوة في غير محلها": صحيفة "جيروزاليم بوست"، انتقدت ضمن افتتاحية عددها ليوم السبت ما قالت إنه طلب توجه به الرئيس الفرنسي إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي من أجل العفو عن صلاح حسن حموري، العربي -الإسرائيلي المعتقل في أحد السجون الإسرائيلية، حيث يقضي عقوبة بالسجن لسبع سنوات بتهمة "المشاركة في التخطيط لعملية إرهابية". وعن دوافع الطلب الفرنسي، قالت الصحيفة إنها تأتي من منطلق أن حموري يتوافر إضافة إلى الجنسية الإسرائيلية على الجنسية الفرنسية، وأن والدته الفرنسية "دنيس" تخوض حملة قوية في فرنسا للفت انتباه الرأي العام إلى قضية ابنها، والتقت مع مسؤولين في قصر الإليزيه ملتمسة تدخل ساركوزي ومطالبة باهتمام رسمي لا يقل عن الاهتمام الذي يوليه ساركوزي لقضية الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حركة "حماس" في قطاع غزة، جيلعاد شاليط، والذي يتوافر هو الآخر على الجنسية الفرنسية، إلى جانب الجنسية الإسرائيلية. الصحيفة انتقدت بشدة ما وصفته بأنه تدخل من قبل ساركوزي في الشؤون الإسرائيلية الداخلية، مذكرة بأنه يأتي بعد أسابيع معدودة على ما نُسب لساركوزي من أنه قال لنتانياهو إن مصلحته (مصلحة نتانياهو) تقتضي أن يتخلص من وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان ويعين مكانه زعيمة كاديما تسيبي ليفني. وعلاوة على ذلك، تزعم الصحيفة أن عقد مقارنة بين حالتي حموري وشاليط لا يستقيم على اعتبار أن الأول "كان عضواً بارزاً في منظمة إرهابية متطرفة"، في حين أن الثاني "جندي تعرض للاختطاف داخل حدود بلده". باراك يحيد عن نهج رابين: تحت هذا العنوان، نشرت "هآرتس"، يوم الأحد الماضي، مقالاً لنيفا لانير، انتقدت فيه ما اعتبرته تنكراً من زعيم حزب "العمل" ووزير الدفاع إيهود باراك عن النهج الذي خطه ديفيد بن جوريون وإسحق رابين، وتبنيه نهج نتانياهو "اليميني"، متسائلة: "كيف تحول باراك إلى وزير دفاع يقود مفاوضات يرثى لها مع الأميركيين حول إزالة "المستوطنات العشوائية" وسكانها ويتعهد بإجلائهم في غضون "أسابيع أو أشهر". الجواب، حسب "نيفا لانير"، يكمن في فشل المفاوضات مع السوريين ومع الفلسطينيين خلال فترة حكم باراك كرئيس للوزراء، فشل تقول إنه ترك ندوبه وآثاره على الرجل الذي غاب عن الساحة السياسية الإسرائيلية لبعض الوقت، قبل أن يعود إليه مرة أخرى، ولكن بقناعات وبتوجهات مختلفة؛ وهكذا، "رحلت المبادرات الدبلوماسية، وحل محلها التلكؤ والمماطلة". وانتقدت لانير بشكل ضمني ما تسميه حكومة نتانياهو بـ"النمو الطبيعي للمستوطنات" قائلة: إذا كانت إيران، وليس المستوطنات، هي المشكلة الحقيقية، كما يقول بذلك نتانياهو وباراك وليبرمان، فلماذا لا يزيلون هذا "العائق الصغير" حتى يتفرغوا للتعاطي مع "المشكلة الحقيقية؟ وماذا عسى أوباما وهيلاري كلينتون وروبرت جيتس وجورج ميتشل أن يستنتجوا في ضوء التلكؤ والمماطلة في إخلاء المستوطنات؟ ورجحت "لانير" في ختام مقالها أن تقدم الإدارة الأميركية مخططها للسلام في الشرق الأوسط الخريف المقبل، ولكنها توقعت أن يقل زخمها في غضون ذلك نظراً لما يواجهها من ملفات خارجية شائكة لا تقل إلحاحاً مثل العراق وأفغانستان وكوريا الشمالية... إلخ. إعداد: محمد وقيف