شراكة هندية - كورية جنوبية... ومخاوف من \"طموحات\" بورما النووية كيف تطور التعاون الهندي مع كوريا الجنوبية؟ وهل بات لدى بورما طموحات نووية؟ وما هو الدور المأمول من كندا تجاه هندوراس؟ وماذا عن أصداء الذكرى الأولى للحرب الروسية- الجورجية؟ تساؤلات نجيب عنها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية. \"شراكة اقتصادية شاملة\": تحت هذا العنوان، سلطت افتتاحية \"كوريا هيرالد\" الكورية الجنوبية يوم السبت الماضي الضوء على اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الهند وكوريا الجنوبية. الاتفاقية تضمن حسب الصحيفة، تشجيع التبادل الاقتصادي بين البلدين، وستدخل حيز التنفيذ في يناير المقبل، بعد أن يقرها البرلمان الكوري في أكتوبر المقبل، علماً بأن الحكومة الهندية أقرت الاتفاق الشهر الماضي. الاتفاق جاء بعد ثلاث سنوات من المفاوضات، ومن خلاله يتم تقليل التعرفة الجمركية على الواردات، أو إلغائها، خلال السنوات العشر المقبلة، وتعزيز فرص الاستثمار بين البلدين. كوريا ستخفض أثناء الفترة المقترحة التعرفة الجمركية على 90 في المئة من المنتجات الهندية، وفي المقابل ستخفض الهند 85 في المئة من تعرفتها الجمركية على المنتجات الكورية. وحسب الصحيفة، من المتوقع أن تسهم الاتفاقية الجديدة في تعزيز التجارة البينية بما قيمته 3.3 مليار دولار سنوياً، علماً بأن الحجم إجمالي للتجارة بين البلدين، وصل عام 2008 إلى 15.56 مليار دولار، محققاً زيادة نسبتها 35 في المئة عن عام 2007. الهند بلد لديه إمكانات كبيرة، فعدد سكانه يزيد على 1.15 مليار نسمة، واقتصاده ينمو بمعدل 8 في المئة سنوياً، ورابع أكبر سوق في العالم بعد أميركا والصين واليابان من حيث القوة الشرائية. الصحيفة لفتت الانتباه إلى أن المنتجات المصنعة في مجمع \"جاسيونج الصناعي\"، وهو مشروع مشترك بين الكوريتين مقره كوريا الشمالية، سيتم اعتبارها منتجات مصنوعة في كوريا الجنوبية، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تطبيق هذا البند في اتفاقيات كوريا الجنوبية التجارية. الاتفاقية التجارية المبرمة مع الهند، ستعطي ميزة لسيول خاصة مع منافسيها كالصين واليابان، تتمثل في فتح السوق الهندي أمام الشركات الكورية الجنوبية. \"منبوذو آسيا ونوويهم\": تحت هذا العنوان، كتب \"جوين دير\"، يوم الأحد الماضي مقالاً في \"جابان تايمز\" اليابانية، أشار خلاله إلى أن كوريا الشمالية وبورما من أكثر الأنظمة قمعية في آسيا، وهما أفقر بلدين في القارة، وبالطبع هذا لم يأتِ مصادفة. ورغم ذلك، ثمة نقطة اختلاف بين البلدين، تتمثل في أنه لم يزر أي زعيم أجنبي جنرالات بورما المقيمين في عاصمتهم الجديدة \"نيابيداو\"، لكن بيل كلينتون زار بيونج يانج الأسبوع الماضي، لإطلاق سراح الصحفيتين الأميركيتين المحتجزتين في كوريا الشمالية. الفرق الكبير بين بورما وكوريا الشمالية، ان النظام البورمي يتم النظر إليه من جميع الحكومات الأجنبية على أنه نظام قبيح، لكنه لا يؤذي إلا أبناء شعبه فقط، في حين أن كوريا الشمالية لديها نظام قبيح وفي منتهى الخطورة. ومكمن الخطر الكوري الشمالي يتمثل في السلاح النووي، ومن هنا يأتي التساؤل حول ما إذا كانت بورما تسعى لحيازة هذا السلاح؟ فبورما \"المسلحة نووياً\"، شيء مثير للاستغراب، فليس لهذا البلد أعداء كي يردعهم، لكن مسألة الاحترام تبدو مهمة أيضاً، خاصة أن النظام البورمي يشعر بأن شرعيته دائماً ما تكون محل تساؤل، ومن ثم فإن \"النووي البورمي\" سيمنح النظام مزيداً من الاحترام. \"داير\"، وهو صحفي مستقل مقيم في لندن، أشار إلى أن ثمة مقالات نشرت مؤخراً في \"سيدني مورنينج هيرالد\" الأسترالية وفي \"بانكوك بوست\" التايلاندية، افترضت أن النظام العسكري البورمي يطلب مساعدة كوريا الشمالية في امتلاك أسلحة نووية، فهذا النظام ينشد عون الكوريين الشماليين في تدشين وحدات لمعالجة البلوتونيوم في كهوف قريبة من منطقة \"نانوج لاينج\" شمال بورما، وهي ليست بعيدة عن مفاعل مدني بورمي تم بناؤه بمساعدة الروس. ولنفترض أن ما نشر صحيح، فلماذا يسعى البورميون إلى ذلك؟ هل لضرب تايلاند أو ماليزيا أو بنجلاديش، بالتأكيد لا، فليس هناك مشكلات بين بورما وهذه الدول، لكن لنتخيل للحظة أن الجنرال \"ثان شاو\" ورفقاءه سيشعرون بمزيد من الأمن، في حال ما إذا توقفت الولايات المتحدة والقوى الكبرى الأخرى عن مقاطعة وإدانة بورما، وباتت تستجدي النظام الديكتاتوري بأن يتحلى بالمسؤولية ويتخلى عن أسلحته النووية. فهل الأمر بهذه البساطة؟ الكاتب يقول نعم، وهذا ما يفسر حيازة كوريا الشمالية للسلاح النووي. هندوراس ومأزق كندا: خصص \"جورج هين\" مقاله المنشور بـ\"تورونتو ستار\" الكندية يوم الأحد الماضي، لرصد الموقف المأمول من كندا تجاه الأزمة السياسية الراهنة في هندوراس. فتحت عنوان \"مع الجنرالات أم الديمقراطيين؟\"، استنتج \"هين\"- رئيس كرسي الحكم العالمي في بالسيل سكوول للعلاقات الدولية- أن كندا يجب أن ترسل إشارة واضحة تجاه هندوراس، عبر الضغط من أجل عودة سريعة للرئيس المخلوع. الكاتب يقول إن هندوراس وضعت كندا في قلب المعضلة، فمن ناحية، كان الانقلاب الذي وقع في هندوراس يُعد الأول من نوعه منذ سنوات طويلة، كما أن منظمة الدول الأميركية اتخذت قراراً بالإجماع ينص على تعليق عضوية هندوراس في المنظمة، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ فرض العقوبات على كوبا عام 1962. ومن ناحية أخرى، تتزايد الضغوط من أعضاء الكونجرس الأميركي، خاصة \"الجمهوريين\" ومن بعض القوى \"المحافظة\" في أميركا اللاتينية، بشأن تجنب عودة الرئيس الهندوراسي المخلوع. وبالنسبة لكندا، فإن لديها شركات تعمل داخل هندوراس وتحديداً في مناجم الذهب، وثمة استثمارات كندية بهذا لبلد تصل إلى 110 ملايين دولار، وتجارة ثنائية حجمها 238 مليون دولار، إضافة إلى اتفاقية تجارة حرة تم التفاوض عليها، كما أن هندوراس هي ثاني دولة في أميركا اللاتينية- بعد هاييتي- من حيث تلقيها لمساعدات كندية. الكاتب تمنى أن يطالب رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر أثناء حضوره قمة \"النافتا\"، التي جمعت رؤساء أميركا والمكسيك مع رئيس الحكومة الكندية، بعودة الرئيس الهندوراسي المخلوع والضغط من أجل عودته بسرعة إلى البلاد، وذلك في إطار دعم الديمقراطية ورفض منطق الانقلابات العسكرية. مكاسب لا دروس: في تقريره المنشور بـ\"موسكو تايمز\" الروسية يوم الجمعة الماضي، وتحت عنوان \"جورجيا تتحدث عن مكاسب من الحرب لا دروس\"، أشار \"نيكولاس فون تويكل\" إلى أنه بعد عام من الحرب على \"أوسيتيا الجنوبية\"، أصبحت فرص جورجيا للحصول على عضوية حلف \"الناتو\" أقرب إلى الصفر. لكن جورجيا الواقعة جنوب القوقاز، ربما تكون أكثر أمناً، علماً بأنها تضع آمالاً عريضة على تكاملها السياسي مع الغرب. وعلى الرغم من أن معظم الدول الأوروبية الرئيسية تساورها الشكوك حتى الآن، بسبب عدم حسم التوتر القائم بين موسكو وتبليسي، فإن الرئيس ميخائيل سكاشفيلي يقدم بلاده على أنها بطل إقليمي. وحسب \"جيورجي كانديلاكي\" نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الجورجي، وهو مقرب من سكاشفيلي، فإن فكرة انضمام تبليسي للتحالف الأطلسي، أصبحت أكثر قوة من ذي قبل. لكن معظم المراقبين يوافقون على أن فرصة جورجيا في الانضمام إلى \"الناتو\" لم تعد من الناحية الافتراضية موجودة، فكثير من حكومات \"الناتو\" تلوم ساكشفيلي بسبب المغامرة التي أقدم عليها في أغسطس 2008. كما أن نائب الرئيس الأميركي، الذي زار العاصمة الجورجية الشهر الماضي، شدد على أن إعادة تدشين العلاقات الأميركية- الروسية، لن يأتي على حساب جورجيا، وأحجم عن إطلاق وعود حول الدعم العسكري لـجورجيا أو منحها عضوية \"الناتو\"، وبدلاً من ذلك، قال لمضيفيه في تبليسي إن استرداد الأراضي التي فقدوها باستخدام القوة ليس خياراً. إعداد: طه حسيب