نشرت صحيفة "الاتحاد"، أمس، تقريراً تناولت فيه ابتعاث عشرين طالباً من إمارة أبوظبي في دورة تدريبية مكثّفة إلى ألمانيا، بمكرمة من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس مجلس أبوظبي للتعليم. وسلّط التقرير الضوء على المردود العلمي لهذه الدورة والمهارات والخبرات العمليّة التي اكتسبها طلابنا من خلالها، كما استعرض الأهداف التي يسعى مجلس أبوظبي للتعليم إلى تحقيقها من خلال خطط ابتعاث علمي ضمن نهج شامل يستهدف تطوير التعليم، وتشجيع الابتكار والإبداع، ورفد مؤسساتنا الصناعيّة والتعليميّة بالكوادر المواطنة المؤهلة. هذه المجموعة من الطلاب المواطنين المبتعثين كانت منذ أيام موضوع تقرير نشرته أيضاً صحيفة "فرايز فورت" (Freies Wort) الألمانية، التي أعربت في تقريرها عن إعجابها بالطموح والآمال التي يحملها أبناء الإمارات لوطنهم. ونقلت الصحيفة عن مديرة معهد "زيمسون برايفيتي أكاديمي" الألماني قولها إنها "فوجئت بهؤلاء الشباب، ليس من الناحية العلمية التعليمية فقط، إنما من الناحية الاجتماعيّة أيضاً؛ لأنهم لم يعزلوا أنفسهم عن المجتمع، إنما أسهموا فيه، وشاركوا بأنشطة كثيرة في نوادٍ رياضية عدّة، إضافة إلى أنهم استطاعوا البقاء طيلة فترة الدورة التدريبية من دون انقطاع، وذلك برغم أعمارهم التي لم تتجاوز 18 عاماً"، في إشارة واضحة إلى جدّية هؤلاء الشباب، ورغبتهم في الاستفادة من الفرصة المتاحة لهم، والدافعية العالية التي يتمتعون بها، التي انعكست في تصريحات بعض هؤلاء المبتعثين إلى الصحيفة الألمانيّة، التي وصفوا فيها هذه الدورة بأنها "فرصة ذهبيّة"، معربين عن تقديرهم للتكنولوجيا الألمانية، ورغبتهم في الاستفادة منها ونقلها إلى الوطن. تقرير الصحيفة الألمانية ينطوي على أمور عدّة، أولها أن أبناءنا لا ينقصهم الطموح ولا الدافعية للتعلم والاستفادة من خبرات الآخرين، وأنهم قادرون على تحقيق أقصى استفادة ممكنة من الدورات التعليميّة والتدريبيّة في الخارج. والأمر الثاني أن تصريحات المسؤولة الألمانية عكست بوضوح مدى جدّية هؤلاء الطلاب ومقدرتهم على تخطيط حياتهم بشكل متوازن بين الأنشطة الرياضيّة والعمل، فضلاً عن مقدرتهم على الاندماج ضمن المجتمعات، وانفتاحهم على الآخر بشكل مثير للإعجاب، وهذه، بالمناسبة، أحد مكاسب وإيجابيات أجواء الانفتاح الثقافي ومناخ التعايش التي تتمتع بها دولة الإمارات، حيث اعتاد المواطنون والمواطنات الاحتكاك مع الآخر والتفاعل معه إيجابياً، سواء في المدرسة، أو الشارع، أو الطريق العام، مما ينعكس بالتبعية على النمط السلوكي الثقافي بشكل عام، ويكرّس في الذهنية مبدأ قبول الآخر والانفتاح عليه، الأمر الذي يفسّر مقدرة هؤلاء الطلاب على التفاعل والاندماج في المجتمع الألمانيّ المحيط خلال فترة الابتعاث. مما يضاعف من القيمة الإيجابيّة للتفاعل مع المجتمعات الأجنبية أن طلابنا ينقلون الصورة النمطية الحقيقية لمجتمعنا، ويسهمون في تعريف الآخر بمجتمع الإمارات ومدى تطوّره، الذي ينعكس بالتأكيد في سلوكيات هؤلاء الطلاب ومظهرهم وتصرفاتهم، في تفاعل حضاري ربما يحتاج إلى جهود طائلة للوصول إلى النتائج نفسها عبر العلاقات العامة، أو غير ذلك من وسائل التواصل الثقافي والإنساني، التي أنتجتها الحضارة البشرية. تقرير الصحيفة الألمانية يقدّم جانباً مهماً من مردودات استراتيجية الابتعاث إلى الخارج، سواء للتعليم أو التدريب، التي تحظى باهتمام استثنائي من جانب قيادتنا الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة -حفظه الله- حيث تشهد البلاد في عهده طفرة نوعية سواء في المخصصات الموجّهة إلى تطوير التعليم بالداخل، أو مخصصات الإنفاق على البعثات التعليمية للطلاب والطالبات المواطنين في الدول المتقدّمة، كما أن هذا التوجه يحظى كذلك بعناية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس مجلس أبوظبي للتعليم، حيث وجّه سموه بابتعاث 600 طالب وطالبة من المتفوّقين بالصفين العاشر والحادي عشر إلى كل من كندا وأستراليا ونيوزيلندا خلال العام الدراسي الحالي. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.