الزيارات الأخيرة التي أداها مسؤولون أميركيون إلى جورجيا، وما رافقها من عقود تسلح، وتصريحات رسمية حول التزام الولايات المتحدة بأمن جورجيا... كل ذلك سمح للمحللين السياسيين أن يتوقعوا في حينه عودة التوتر مجدداً بين جورجيا وجارتها القوية روسيا، وهو ما حدث بالفعل. فقد أعلنت موسكو أن جورجيا بصدد الإعداد لحرب جديدة ضدها! وهو بطبيعة الحال احتمال مستبعد تماماً على ضوء الدرس الذي أخذته تبليسي من حرب العام الماضي في أوسيتيا الجنوبية، لكن ربما أرادت روسيا بذلك الإعلان تهيأة أجواء مناسبة لتنفيذ ضربات ضد جورجيا، بهدف إفهام جميع الجمهوريات السوفييتية السابقة المجاورة لروسيا، أنه لا يمكن لأي منها أن تصبح مخلب قط لصالح واشنطن ضد موسكو، وأنه مهما أبرمت من صفقات التسلح وأغدقت عليها الولايات المتحدة من تطمينات، فلا شيء في ذلك يعصمها من انتقام روسيا لـ"كرامتها الوطنية المستهدفة"! بشير محمود -دبي