لعل من يقرأ مقالة د. صالح عبدالرحمن المانع: "الحياد السويسري والمأزق الأوروبي"، يكتشف الطابع المثالي للسياسة الخارجية، وحتى المالية، التي تتبعها سويسرا. ولكن على رغم هذه السياسة المثالية، إلا أنها غير قابلة للتعميم، في نظري الشخصي. فالعالم مترابط ومتداخل، ولذلك لا يمكن بأي شكل اتجاه عدد كبير من دوله لانتهاج سياسات الحياد المطلق. وحتى لو اتبعت الدول هذه السياسات في علاقاتها الخارجية، وفي نظمها المالية والمصرفية، فإن ذلك لا يضمن ألا تفيض عليها مشاكل العالم من حولها، وتصدر إليها المشاكل والتهم، وسويسرا هنا مثال أيضاً، حيث ما فتئ الإسرائيليون يوجهون لها التهم، على خلفية مزاعم متعلقة بودائع مالية من الحرب العالمية الثانية، بهدف ابتزازها، كلما كانوا في حاجة إلى المال، وثمة أيضاً أمثلة أخرى عديدة، كمحاولات واشنطن تحويلها إلى محصل ضرائب لأميركا على المواطنين الأميركيين. بدر الدبعي - اليمن