شكوك حول "رسالة" إلى "كيم"... وحلم بعالم خالٍ من الأسلحة النووية اعتقال أربعة رجال متهمين بالتخطيط لتنفيذ عمليات "إرهابية" في أستراليا، وإفراج كوريا الشمالية عن صحافيتين أميركيتين كانتا معتقلتين لديها، وسبل تحقيق حلم "عالم خالٍ من الأسلحة النووية"... موضوعات من بين أخرى نستعرضها بإيجاز ضمن قراءة في الصحافة الدولية. اعتقالات في أستراليا: صحيفة "ذا سيدني مورنينج هيرالد" الأسترالية، أفردت افتتاحية عددها لأول أمس الأربعاء للتعليق على اعتقال الشرطة الفيدرالية الأسترالية يوم الثلاثاء لأربعة أشخاص من أصول صومالية في ولاية فيكتوريا كانوا يخططون، حسب مصادر أمنية أسترالية، لتنفيذ هجوم انتحاري ضد قاعدة هولزوورثي العسكرية في سيدني. وتشتبه السلطات بارتباط هؤلاء العناصر بـ"حركة الشباب" الإسلامية المتطرفة في الصومال. وعن دوافع الهجوم المفترض، تقول الصحيفة إنه يروم الانتقام من مشاركة قوات أسترالية في الحرب في العراق وأفغانستان، وللتضامن مع الأصوليين في الصومال الذين يحاولون بسط سيطرتهم على تلك "الدولة الفاشلة" وتحويلها إلى "خلافة". وحسب الصحيفة، فإن قاعدة هولزوورثي اختيرت هدفاً للهجوم نظراً للإجراءات الأمنية العادية في محيطها، وهو ما يجعل منها "هدفاً رخواً" مع أنها منشأة عسكرية، مضيفة أنه على رغم أن خطاب "الحرب على الإرهاب" الذي كانت تتبناه بعض الدول، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، قد توقف، إلا أن رغبة البعض في ارتكاب أعمال القتل باسم الدين لم تتغير. وحسب الصحيفة الأسترالية، فإن الاعتقالات مثلت خطوة وقائية واستباقية، حيث نقلت عن مصدر أمني قوله إن الشرطة تحركت بعد أن توصلت إلى أن الهجوم "بات وشيكاً على الأرجح". وبهذا المعنى، تقول الصحيفة، فإن الاعتقالات التي تأتي بعيد انفجارين انتحاريين في جاكرتا واستهدفا مدنيين أستراليين، هي دعوة لليقظة وتوخي الحذر. "بداية التغيير": ضمن افتتاحية عددها لأول أمس الأربعاء، علقت صحيفة "كوريا تايمز" على إفراج كوريا الشمالية يوم الأربعاء على الصحافيتين الأميركيتين "يونا لي" و"لورا لينج" بعد وساطة الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، متسائلة عن "الثمن" الذي قد يكون دُفع من قبل كلينتون -أو إدارة أوباما- مقابل إطلاق سراحهما. كما اعتبرت أنه من الطبيعي الاعتقاد بأن كلينتون نقل "رسالة" ما من الرئيس أوباما إلى الزعيم الكوري الشمالي "كيم يونج إيل"، على رغم نفي المسؤولين الأميركيين "الرسمي" لذلك، مضيفة أنه إذا كان لا أحد يعرف فحوى الرسالة في الوقت الراهن، فإن تصرفات البلدين خلال الأسابيع والأشهر المقبلة كفيلة بالكشف عنها. إلى ذلك، قالت الصحيفة بغير قليل من السخرية، إن على "كيم" أن يشكر المرأتين لأنهما منحتاه فرصة لمناقشة الخروج من الطريق النووي المسدود مع الولايات المتحدة، وليُظهر للجمهور في الداخل مثلما في الخارج أنه مازال على قيد الحياة ويتمتع بصحة جيدة، ويقول لشعبه إن الرئيس الأميركي الأسبق وزوج وزيرة الخارجية الأميركية شخصياً قام بزيارة مجاملة للعاصمة الشيوعية. غير أن الصحيفة اعتبرت أن على الزعيم الكوري الشمالي أن يعلم أيضاً أنه حتى تنجح الدعاية بشكل مستمر، فإنه سيتعين على النظام الكوري الشمالي أن يكون مستعداً للقيام بتغييرات حقيقية في اتجاه تفكيك البرنامج النووي؛ لأنه "لا شيء دون ذلك سيُحدث ما يريده ويحتاجه كيم وشعبه لإخراج البلد من الانهيار الاقتصادي المتربص واتساع العزلة الدولية". "مشكلة كوريا الشمالية الأخرى": تحت هذا العنوان، نشرت صحيفة "تورونتو ستار" الكندية افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء والتي خصصتها للتعليق على إلغاء السلطات الكورية الشمالية شحنة مساعدات غذائية أميركية كبيرة ووضعها قيوداً كثيرة على موزعها الرئيسي -برنامج الغذاء العالمي- ومن ذلك أن الوكالة التابعة للأمم المتحدة يمكنها توزيع جزء بسيط فقط من المساعدات الغذائية اللازمة لمواجهة تفشي سوء التغذية في بعض مناطق البلاد. وذلك، تقول الصحيفة، في وقت يعرف فيه العالم أزمة غذائية وتتمنى فيه بلدان محتاجة كثيرة أن تلتفت إليها البلدان الأغنى وتهب لمساعدتها. وحسب الصحيفة، فإن بيونج يانج، التي ترصد مبالغ مالية كبيرة لصنع أسلحة نووية وأنظمة توصيلها باتت عاجزة عن توفير الطعام لشعبها الذي بات اليوم رهينة لبرنامج نووي تعترف الحكومة بأنه يستنزف موارد البلاد. ونتيجة لذلك، فإن بعض التقارير المسربة من بعض أطراف البلد المغلق تتحدث عن أطفال أصابهم الهزال والشحوب وعائلات اضطرت للاكتفاء بوجبة واحدة في اليوم. ولفتت الصحيفة إلى أنه إذا كانت طموحات بيونج يانج النووية تحظى باهتمام وسائل الإعلام الدولية، فإن محنة شعبها الجائع تُحجَب عن وسائل الإعلام تلك ما يؤثر على فرص وصول الإمدادات الغذائية. عالم خال من الأسلحة النووية: صحيفة "جابان تايمز" اليابانية سلطت الضوء ضمن افتتاحية عددها لأمس الخميس على خطاب ألقاه وزير الخارجية الياباني هيروفومي ناكاسوني مؤخراً وكشف فيه النقاب عن مخطط ياباني لاستضافة مؤتمر دولي مطلع العام المقبل بهدف الدفع بجهود نزع الأسلحة النووية في العالم إلى الأمام. وفي هذا السياق، شددت الصحيفة على أهمية أن تعد اليابان بعناية لهذا المؤتمر، وعلى أهمية أن تنسق مع واشنطن على اعتبار أن أوباما كشف قبل فترة عن مخطط أميركي لاستضافة قمة عالمية حول الأمن النووي في غضون العام المقبل. وفي الخطاب ذاته، دعا ناكاسوني الدول التي تمتلك تلك الأسلحة إلى "نزع لا رجعة فيه للأسلحة النووية"، كما تقول الصحيفة التي تضيف أنه بموجب اتفاقية حظر الانتشار النووي يتعين على هذه الدول -الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا والصين وفرنسا- أن تتذكر أن الاتفاقية تنص على أن تنزع أسلحتها، لتذهب إلى أنه فقط حين تُظهر هذه الدول خطوات ملموسة في هذا الاتجاه، فإنها ستكتسب القوة الأخلاقية اللازمة لإقناع دول أخرى بالتخلي عن أسلحتها النووية أو برامج عسكرية نووية. وبخصوص الدور الذي يمكن أن تلعبه اليابان في هذا الإطار، قالت الصحيفة إن اليابان، باعتبارها الدولة الوحيدة التي عاشت هول هجومين بالقنبلة الذرية وفظاعات التدمير النووي، يمكنها أن توفر الدافع الذي قد يفضي في النهاية إلى عالم خال من الأسلحة النووية، وعليها ألا تضيِّع فرصة العمل مع الولايات المتحدة لتحقيق هذا الهدف. إعداد: محمد وقيف