في مقاله المنشور يوم الخميس الماضي، وتحت عنوان \"ثورة يوليو في ميزان التقييم التاريخي\" يوم الخميس، يرى السيد يسين أن \"الثورة حين هبت جاءت ومعها مشروعها\". ولكن التاريخ يعلمنا أنه شعار الثورة (في بداياتها على الأقل) أي كان \"الاتحاد والنظام والعمل\"، وهي شعار عام يكاد لا يعني شيئاً في التطبيق، ثم اعتمدت (في وقت لاحق) الشعارات أو الأهداف الستة المعروفة. وقد أسقطت \"الثورة\" النظام الليبرالي وعجزت عن إقامة نظام اشتراكي، فصارت سلطة وحيدة تحكم دون رقيب أو حسيب، ودون تداول للسلطة. فالمجالس النيابية مسارح، والصحف نشرات خاضعة للمراقبة، والنقابات هياكل ديكورية، والجماهير مهمشة لا دور لها إلا \"التصفيق\". فكان أن أُصيبت الأمة بثلاث مشكلات: \"التغريب\" في الثقافة، و\"الاستبداد\" في السياسة، و\"الفساد\" في الاقتصاد، وفوق ذلك كله، هزيمة ساحقة (عام 1967) مازلنا نعاني منها! عبدالوهاب محمود المصري - دمشق