تناول الدكتور عمار علي حسن في مقاله "تحرر اقتصادي بلا انفتاح سياسي"، ما يعتقد أنه علاقة عضوية وضرورية بين التحرير الاقتصادي والتحرير السياسي، إذ رأى أن الفجوة الفاصلة بين هذين المسارين هي سبب كثير من اختلالات الواقع العربي وأزماته الهيكلية. لكن هذا الرأي ينطلق من فرضية ضمنية غير مصرح بها، وهي اعتبار التجربة التاريخية للغرب، والتي ارتبط فيها التحرر الاقتصادي بنظيره السياسي والاجتماعي والثقافي... مقياساً كونياً للحكم على سلامة أي تجربة مجتمعية أخرى! وهنا ألفت نظر الكاتب إلى أن النهوض المشهود لنمور شرق آسيا، لم يرتبط بانفتاح ديمقراطي ذي شأن، بل تحقق في ظل نظم فردية ذات طابع دكتاتوري إلى حد كبير. لكن ها هو المسار السياسي في تلك الدول يلحق بالمسار الاقتصادي، دون أن تكون لتفاوتهما أية نتائج من النوع الذي يهول الكاتب من كارثيته في سياقنا العربي. عماد إبراهيم - السعودية