لعل ما يخرج به من يقرأ مقال د. عمار علي حسن: "تحرر اقتصادي بلا انفتاح سياسي"، هو أن الليبرالية السياسية والليبرالية الاقتصادية ممارستان تدوران في فلكين مختلفين، وليس بالضرورة أن ترتبط إحداهما بالأخرى. ولكن الاتجاه العام للمقال بدا، مع ذلك، وكأنه يقول بطريقة غير مباشرة إن الليبرالية الاقتصادية وسيلة والسياسية غاية، وهو ترتيب مبني على تصور قيمي لا أشاطر الكاتب فيه، جملة وتفصيلاً. بل إن ثمة دليلاً إضافياً آخر على أن الليبرالية الاقتصادية هي الغاية، وهي الأهم، وذلك من واقع الوضع الحالي في الصين. فقد حققت تلك الدولة الكبيرة نجاحات اقتصادية باهرة خلال السنوات الماضية، نتيجة تبنيها لليبرالية الاقتصادية، ولكن دون أن يرتبط ذلك بليبرالية سياسية؛ لأن الصين دولة اشتراكية. والحاصل أن الترابط الموهوم بين الليبراليتين، لا يصمد أمام النقد. محمود نصر الدين - مسقط