يغفل مقال د. برهان غليون: "من التسلطية إلى القيصرية"، في تضاعيف مناقشته النقدية المستفيضة للواقع العربي، حقيقة أن مثل تلك التقارير التي تطلع علينا من حين لآخر، بأرقام مثيرة، ويقال إنها صادرة عن جهات دولية، تستحق أن توضع حولها علامات استفهام كثيرة. وليس تقرير "التنمية الإنسانية العربية" الذي أصبح يصدر بتواتر، استثناء من علامات الاستفهام المشروعة تلك. والظاهر من حال ذلك التقرير أن فيه العديد من الأحكام المسبقة والجاهزة، حتى لا أقول المعلبة. فقبل سنوات طلع علينا بأرقام غريبة حول معدلات الترجمة والنشر في الوطن العربي مقارنة مع دول أوروبية متوسطة الحجم. وليت معدي التقرير قالوا لنا، يوماً من الأيام، أيهم أحصى، مثلاً، ناتج العرب من الترجمة منذ عهد المأمون، حتى يقول إنه يقل عما تنتجه إسبانيا سنوياً! وليد غسان - دمشق