من جديد، عادت أمواج النزوح الهاربة من مقديشو، وكأن هذه المدينة لم تعد تعرف نفسها إلا على الإيقاع الدامي للمعارك الحربية بين أبنائها! قبل ثلاثة أعوام دخلت المدينة فترة استراحة وبدأت تلملم جرح عقد ونصف العقد من الحرب والخراب، ثم ما أن دخلتها القوات الإثيوبية الغازية، حتى كانت معاركها وصور الفارين منها عنواناً رئيسياً في نشرات الأخبار اليومية. وحين خرج الإثيوبيون قلنا إنه "بزوال العلة يتغير الحكم"، لكن يبدو أن حكم أبناء مقديشو على مدينتهم هو إبقاؤها أسيرة لنزعات حربية وحسابات قتالية طائشة، قتلت وشردت وأدمت ساكني هذه الحاضرة التي كانت زاهرة خلال عدة عصور من تاريخها الطويل والعامر بالأحداث! محمد محمود -القاهرة