خلفيات التجاذب السياسي في إيران... والالتزام الكوري في أفغانستان الاحتجاجات في إيران على نتائج الانتخابات الرئاسية، وموقف الرئيس ساركوزي من النقاب، ومشاركة كوريا الجنوبية في جهود إحلال السلام وإعادة البناء في أفغانستان... موضوعات من بين أخرى نستعرضها بإيجاز ضمن قراءة موجزة في الصحافة الدولية. "تجاذب سياسي في إيران": صحيفة "جابان تايمز" اليابانية أفردت افتتاحية عددها لأمس الخميس للتعليق على "الوضع المتوتر" في إيران على خلفية التجاذب بين المحتجين وقوات الأمن عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية التي منحت الفوز للرئيس نجاد. فعلى رغم التنبؤات التي سبقت الانتخابات والتي توقعت سباقاً متقارباً بين المتنافسين الرئيسيين نجاد وموسوي، تقول الصحيفة، إلا أن النتائج التي أُعلن عنها تشير إلى فوز ساحق لنجاد -حوالي 63 في المئة من أصل نحو 40 مليون صوت مقابل 34 في المئة لمنافسه موسوي. وهو ما أثار مظاهرات احتجاجية ضخمة من قبل أنصار هذا الأخير الذين دعوا إلى إجراء انتخابات جديدة بدعوى التلاعب بنتائج الانتخابات. ورأت الصحيفة أن إجراء انتخابات جديدة قد يكون طريقة أفضل لتبديد الاشتباهات في نتائج الانتخابات، ولتهدئة الأوضاع، ولاسيما في ظل اعتراف مجلس صيانة الدستور بأن عدد الأصوات المسجلة في 50 مدينة يفوق عدد من يحق لهم التصويت بثلاثة ملايين صوت. غير أن المجلس رفض المزاعم بأن الانتخابات باطلة، معتبراً أنه كيفما تكون الخروقات التي شابت العملية الانتخابية إلا أنها ليست من الخطورة إلى درجة تستدعي إعادة الاستحقاق برمته، وهو موقف قالت الصحيفة إنه سيجعل من الصعوبة حل الأزمة الحالية عبر الوسائل القانونية المعتادة. "الكفاح من أجل الديمقراطية": وعلى علاقة بالموضوع نفسه، كتبت صحيفة "ذا أستراليان" في عددها لأول أمس الأربعاء مركزةً على موقف الرئيس الأميركي أوباما مما يجري في إيران، موقف وصفته بالمغرق في الحذر حيث قالت إن أوباما الحريص على بداية جديدة مع إيران تكون "نزيهة ومبنية على الاحترام المتبادل"، تبنى حتى الآن موقفاً حذراً جداً، وذلك خشية أن يُتهم بـ"التدخل" في شؤون إيران الداخلية. غير أن الصحيفة رأت أن أوباما، بوصفه زعيماً لـ"العالم الُحر"، سيؤثر بموقفه هذا على مصداقية الولايات المتحدة. وأضافت الصحيفة تقول إن التنديد بنظام طهران لن يمثل إهداراً لفرصة عقد مفاوضات ذات معنى حول برنامج إيران النووي. بل على العكس على اعتبار أن معارضةً وتنديداً قويين من طرف الولايات المتحدة، إضافة إلى استعدادها للحوار، يمكن أن يدفعا نجاد والمرشد الأعلى إلى تليين مواقفهما. وضربت في هذا الإطار مثال الرئيس الأميركي الأسبق ريجان الذي أثبت، كما تقول، فعالية تبني موقف قوي ومتشدد في التعامل مع الاتحاد السوفييتي في الثمانينيات. ثم اختتمت بالقول إن الإفراط في الحذر لن يساهم في الدفع بالديمقراطية والسلام إلى الأمام. زوبعة النقاب في فرنسا: ضمن افتتاحية لها علقت صحيفة "تورنتو ستار" على الخطاب الذي ألقاه ساركوزي أمام البرلمان بمجلسيه هذا الأسبوع وشن فيه حملة حادة ضد ارتداء البرقع أو النقاب. وتبعاً لذلك، يبحث المشرعون الفرنسيون حالياً حظر النقاب أو تقييد ارتدائه، وهو ما أثار جدلا واسعاً داخل فرنسا وخارجها. وفي هذا الإطار، اعتبر محمد موسوي من المجلس الإسلامي الفرنسي أن البرقع "ظاهرة هامشية جداً" معبّراً عن قلقه من أن يسيء هذا الجدل إلى مسلمي فرنسا الذين يناهز عددهم خمسة ملايين نسمة، هذا في حين ذهب المجلس الإسلامي البريطاني إلى ما هو أبعد من ذلك واتهم ساركوزي بتأجيج "الإسلاموفوبيا" عبر خطابه "الهجومي". وبعد أن ذكّرت الصحيفة بأن فرنسا حظرت في 2004 ارتداء الحجاب الإسلامي في مؤسسات الدولة والمدارس والجامعات، إلى جانب رموز دينية أخرى "بارزة" مثل القلنسوة اليهودية والصليب المسيحي إذا كان كبيراً، قالت إن كندا لحسن الحظ تجنبت عموماً هذه "الدراما الثقافية". فعلى رغم أن منطقة "كيبيك" كان لها نصيبها من الجدل حول "الاندماج الثقافي"، الذي ساهمت فيه جزئياً التخوفات الفرنسية؛ إلا أن الكنديين عموماً لا يشعرون بالتهديد تجاه الاختلافات الثقافية، وراضون بالسماح للنساء المسلمات بسلوك اختياراتهن، لأسباب دينية أو ثقافية. واختتمت الافتتاحية بالقول إن الأغلبية الساحقة من النساء في الجالية المسلمة في كندا، والتي يتجاوز عددها مليون نسمة، لا يرتدين النقاب. ولكنها اعتبرت أنه ليس من شأن الدولة أن تتدخل في هذا المجال، على كل حال. "مساعدة أفغانستان": تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "ذا تايمز" الكورية الجنوبية افتتاحية انتقدت فيها تضارب التصريحات الصادرة عن المسؤولين الكوريين بشأن موافقة سيئول على المساهمة في جهود إحلال السلام وإعادة البناء في أفغانستان، والغموض والسرية اللذين يلفان هذا الموضوع. وفي هذا الإطار قالت الصحيفة إن ضرورة إعادة نشر كوريا لجنودها في أفغانستان من عدمه موضوع لا ينبغي مناقشته وراء الأبواب المغلقة، وإنما ينبغي أن يكون موضوع نقاش مفتوح نظراً لما ينطوي عليه ذلك من حساسية. وحسب الصحيفة، فإن مسألة إرسال سيئول لجنود إلى أفغانستان تبدو للوهلة الأولى غير ممكنة على اعتبار أنها في أواخر 2007 فقط قامت بسحب مئات الأفراد من طواقمها الطبية والهندسية من هناك بعد أن قتل متمردو "طالبان" رهينتين كوريين وأفرجوا عن 20 آخرين. غير أنها أضافت أن المسألة قد لا تكون بهذه البساطة لاعتبارين اثنين على الأقل، أولهما حقيقة أنه حتى بعد انسحاب القوات الكورية من أفغانستان قبل عام ونصف العام، ما زال هناك 49 ألف جندي أجنبي من 37 دولة يعملون هناك في إطار قوات "إيساف" لحفظ الأمن والسلام. والاعتبار الثاني تحالف كوريا الجنوبية الطويل مع الولايات المتحدة. ومع ذلك، تقول الصحيفة، فإن الكوريين يعارضون أي محاولة حكومية لربط هذا الموضوع مع سياسة واشنطن حول كوريا الشمالية، إضافة إلى حساب المكاسب الاقتصادية بعد ذلك. وذهبت "ذا تايمز" في ختام افتتاحيتها إلى أن المعيار الرئيسي -إن لم يكن الوحيد- في هذا الأمر هو ما إن كانت خطوة كوريا الجنوبية تتناغم مع رغبة أغلبية الشعب الأفغاني، وتساهم في السلام الإقليمي والعالمي، أم لا. إعداد: محمد وقيف