لقد وجد د. محمد عابد الجابري العبارة المناسبة تماماً في عنوان مقاله: "شراء المستهلكين... هو الحل"، وذلك لوصف الحال الذي انتهى إليه مآل النظام الرأسمالي العولمي. فقد أدت ثقافة التسليع في النهاية إلى تحويل الاستهلاك إلى صناعة قائمة بذاتها، ولم يعد مجرد إشباع لحاجات اقتصادية أو معيشية لدى الناس. وما دام المنتج الرأسمالي في حاجة سوق لتصريفه فقد برعت وسائل الدعاية التجارية في إقناع الناس بحاجتهم إلى استهلاك هذا المنتج، حتى لو لم يكونوا في حاجة حقيقية إلى ذلك. وبناء على هذه الخدعة التسويقية اتسعت الأسواق في الغرب أكثر من طاقتها الاستهلاكية، ولذا فمتى ما رشد المستهلكون الإنفاق، أو أحجموا -لأسباب ما- عن شراء الفائض الذي كانوا يشترونه دون حاجة، عندها تندلع أزمات رأسمالية في السوق، وهكذا دواليك في حلقة مفرغة. سعيد محمود - أبوظبي