رهانات صعود "اليسار" مجدداً في الهند... وتحديات ما بعد الحرب في سريلانكا --------- الانتخابات الهندية، ووصول إنفلونزا "إتش 1 إن 1" إلى اليابان، ونهاية الحرب في سريلانكا، ورؤية أوباما لقواعد النقاش المهذب... موضوعات أربعة نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة سريعة في الصحافة الدولية. ---------- الانتخابات الهندية... نهايات إيجابية: صحيفة "ذا سيدني مورنينج هيرالد" الأسترالية اعتبرت ضمن افتتاحية لها أن الانتخابات الهندية الأخيرة تستحق الإشادة والاحتفاء لثلاثة أسباب على الأقل، أولا، نجاح انتخابات تعددية وحرة في بلد يبلغ عدد سكانه 1.2 مليار نسمة ومقسم إلى عدد من المجموعات اللغوية، وممارسة 448 مليوناً من المواطنين الـ700 مليون المؤهلين للمشاركة في الانتخابات لحقهم الانتخابي. ثانياً، قطيعة البلد مع الاتجاه الذي ميز العقود الأخيرة والمتمثل في تشتت وتشرذم الأحزاب وفق خطوط دينية وطبقية ولغوية وإقليمية. ثالثاً، الإقبال على "حزب المؤتمر" والحكومة التي يقودها مانموهان سينج ، وهي نتيجة "ينبغي أن نكون سعداء بها"، تقول الصحيفة، لأنها تضمن أن الهند "ستواصل سياسات علمانية شاملة وإصلاحاً اقتصادياً داخلياً، وسياسات خارجية تعاونية مع أصدقائها الغربيين والآسيويين". وفي هذه الانتخابات تعرض كل من اليسار التقليدي (الحزبان الشيوعيان) واليمين الهندوسي القومي (بهاراتيا جاناتا) اللذان روجا لسياسات أوتوقراطية لانتكاسة قوية في حين جدد الهنود ثقتهم في "حزب المؤتمر". ومع ذلك، شددت الصحيفة على ضرورة أن يفكر الحزب جيداً بشأن المسار الذي سيسير فيه خلال السنوات الخمس المقبلة، معتبرة أنه "سيكون من الحكمة أن يحتفظ (الحزب) بالدكتور سينج، الذي يعد مهندس التحرير الاقتصادي الحذر الذي بدأته البلاد في 1991، رئيساً للوزراء لأطول فترة ممكنة، ويمكنه من وسائل تسريع الإصلاحات التي تباطأت خلال السنوات الخمس الماضية من التحالف الحكومي الهش". "احتواء الإنفلونزا الجديدة": تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "جابان تايمز" اليابانية افتتاحية عددها لأمس الخميس، التي أفردتها للتعليق على وصول إنفلونزا "إتش 1 إن 1" إلى اليابان وانتشارها السريع، وبخاصة بين طلبة المدارس وأفراد عائلاتهم والمعلمين في مقاطعتي هيوجو وأوساكا. ففي يوم السبت، تم تأكيد الحالات الثماني الأولى؛ وفي يوم الأحد، وصل عدد الحالات المؤكدة إلى 80؛ قبل أن يقفز يوم الأربعاء إلى 238 حالة على الأقل، وهو ما اضطرت معه السلطات اليابانية إلى إغلاق أكثر من 4000 مدرسة وروضة أطفال بشكل مؤقت في المقاطعتين. وحسب الصحيفة، كان يبدو في البداية أن الجهود الرسمية الرامية لمنع دخول "إتش 1 إن 1" عبر منافذ اليابان الخارجية قد نجحت، ولكن الفيروس تمكن على نحو ما من التسلل على رغم كل التدابير المتخذة. وأوضحت الافتتاحية أنه لم يسبق لأحد من المجموعة الأولى من المصابين الذين تأكدت حالاتهم أن سافر إلى الخارج، مرجحة إصابتهم بالعدوى من خلال مباريات رياضية شارك فيها عدد من الفرق المدرسية. وأشارت إلى أن العقاقير المضادة للفيروس التي تستعمل في اليابان لتخفيف أعراض الإصابة تعمل بنجاح لحسن الحظ؛ ولكنها شددت في الوقت نفسه على ضرورة أن تعمل الحكومة المركزية والحكومات المحلية الآن على إيجاد طرق فعالة لمعالجة المرضى عبر استغلال الموارد البشرية في اليابان وغيرها، لافتة إلى أنها ستحتاج إلى تعاون مقاولات ومنظمات أخرى لتطبيق تدابير احتواء الإنفلونزا وتشمل: إلغاء التجمعات والأحداث الكبيرة، وغسل الأيدي بانتظام، واستعمال الأقنعة الواقية في أماكن العمل، ومنع المصابين بأعراض الإنفلونزا من الذهاب للعمل. أخيراً... نهاية الحرب السريلانكية: خصصت صحيفة " ذا هيندو" الهندية افتتاحية للتعليق على نهاية الحرب في سريلانكا، بعد أن حسم الجيش هناك، هذا الأسبوع، النزاع المسلح لصالحه، ضد حركة "نمور التاميل" المتمردة. وخلال سنوات الحرب التي دامت أزيد من ربع قرن وحصدت أرواح عشرات الآلاف، سقطت وتغيرت مقترحات عدة بشأن الحلول السياسية للصراع؛ ولكن الشيء الوحيد الذي ظل ثابتاً ولم يتغير، كما ترى الصحيفة، هو النزعة الانفصالية والقتالية لـ"نمور التاميل"، وتزايد جرائمهم الإرهابية التي شملت اغتيال رئيس وزراء هندي، ورئيس سريلانكي، ووزير خارجية، ومرشح رئاسي وعدد من الزعماء التاميل الديمقراطيين، ومذابح ضد السينهال والمسلمين، وكذلك التطهير العرقي، وتجنيد الأطفال، وغيرها. واعتبرت الصحيفة أن الرئيس "ماهيندا راجاباكسا" حقق ما لم يفلح أي رئيس قبله في الاقتراب من تحقيقه: أي تأمين أمن وسيادة سريلانكا عبر تحريرها من التحدي الذي كان يطرحه "نمور التاميل"، مضيفة أنه في حاجة الآن إلى التعاطي مع مهمتين جسيمتين هما: إعادة الاعتبار لمئات الآلاف من التاميل الذين عاشوا كابوساً طويلا، وبلورة حل سياسي دائم يقوم على تفويض واسع للسلطات لصالح التاميل في المناطق التي يتركزون فيها. رسالة أوباما: صحيفة "تورونتو ستار" الكندية علقت ضمن افتتاحية أول من أمس على ما اعتبرته رسالة قوية من الرئيس الأميركي حول قواعد "الخطاب المهذب". وقد جاء ذلك خلال تسلم أوباما لشهادة فخرية نهاية الأسبوع الماضي من جامعة "نوتردام". ولكن منح الشهادة لأوباما أثار جدلا نظراً لأن الرئيس الأميركي من مؤيدي حرية "الاختيار"، في حين أن الجامعة كاثوليكية وتعارض الإجهاض، وهو ما يفسر استقباله خلال حفل التخرج بشعارات من قبيل "الإجهاض جريمة قتل" و"أوقفوا قتل الأطفال". غير أن أوباما رد بهدوء، كما تقول الصحيفة، حيث اعتبر أنه من الممكن الانخراط في "نقاش ساخن... بدون الإساءة للأشخاص على الجانب الآخر، الذين لديهم أفكار وقناعات لا تقل قوة ورسوخاً.. داعياً إلى استعمال كلمات غير منحازة ولا تحمل مواقف مسبقة في الجدل حول الإجهاض". ونقلت الصحيفة عن أوباما قوله إن آراء الفريقين (في الجدل حول الإجهاض) غير قابلة للتوفيق، لأن كل فريق سيستمر في الدفاع عن وجهة نظره بقوة؛ و"لكن الأكيد أننا نستطيع فعل ذلك بدون السقوط في تصوير الآخرين الذين لديهم آراء مختلفة بصور كاريكاتورية". وهو ما اعتبرته الصحيفة رسالة يمكن تطبيقها ليس على الجدل الدائر حول الإجهاض فحسب، وإنما أيضاً على سلسلة طويلة من المواضيع الأخرى مثل ارتفاع حرارة الأرض، والحرب في أفغانستان، مضيفة أن الرسالة صالحة أيضاً لكندا حيث سُمم النقاش السياسي خلال السنوات الأخيرة بالكاريكاتير واستعمال الشعارات والدعايات الهجومية الشخصية، كما تقول. إعداد: محمد وقيف