شروط النجاح في أفغانستان... ودعوة للتواصل مع بورما ------ أصداء تعيين قيادة عسكرية جديدة في أفغانستان، ولا مناص من التعاون مع رجال الدين العراقيين، وأوجه الشبه بين تشيني وكاسترو، ودعوة للتواصل مع بورما... موضوعات نعرض لها ضمن جولة أسبوعية سريعة في الصحافة الأميركية. ------- قيادة جديدة في أفغانستان: هكذا عنونت "نيويورك تايمز" افتتاحيتها يوم الخميس الماضي، قائلة: "الحرب في أفغانستان لا تسير بشكل جيد، ولدى الرئيس أوباما الحق في اختيار قيادة عسكرية جديدة تأتمر بأوامره". الصحيفة تأمل في أن يكون قرار أوباما استبدال "ديفيد ماكيرنان"، بـ"ستانلي ماكريستال" في قيادة القوات الأميركية في أفغانستان، انعكاس لاستراتيجية جديدة تشمل تكتيكات قوية ضد المتمردين مصحوبة بتنمية اقتصادية. ومن المأمول أيضاً أن ينجح "ماكريستال" في أداء مهمته بشكل أفضل، وأن يضع حداً للخسائر في صفوف المدنيين، التي تدفع مزيداً من الأفغان نحو الانضمام إلى معسكر "طالبان"، فهو ضابط موهوب يعمل منذ خمس سنوات في إدارة العمليات الخاصة في كل من أفغانستان والعراق. النجاح في أفغانستان يتطلب تدريباً فاعلاً للأفغان من منتسبي الشرطة والجيش، بحيث يكونوا قادرين بمفردهم على تنفيذ المهام، إضافة إلى تقوية المؤسسات المحلية لتصبح قادرة على محاربة الفساد، وتجارة المخدرات، التي دفعت كثيراً من الأفغان نحو العمل ضد حكوماتهم. النجاح في أفغانستان، يتطلب أيضاً دبلوماسية ماهرة مع باقي قيادات "الناتو"، للتأكد من الاستخدام الأمثل لعشرات الآلاف من عناصر الحلف، والأمر نفسه ينطبق على القيادات العسكرية في باكستان، التي يجب أن تفعل المزيد لمنع تسلل المقاتلين واستهداف الطرق على الحدود الأفغانية- الباكستانية.. الجنرال "ماكيرنان" الذي أُقيل من منصبه لا يستحق النقد، فالوضع العسكري المتدهور في أفغانستان كان قائماً قبل توليه مهامه، وهذا الوضع يعود بالأساس إلى تركيز إدارة بوش على العراق، مما حال دون توجيه الموارد والقوات في الاتجاه الصحيح.. إعادة الاتصال مع رجال الدين العراقيين: هذا ما نصحت به "كريستيان ساينس مونيتور" في افتتاحيتها ليوم الأربعاء الماضي، مشيرة إلى أن تنظيم القاعدة شن خلال الشهر الماضي هجمات في العراق، بقصد إثارة التناحر الطائفي قبيل انسحاب القوات الأميركية من المدن العراقية، والمقرر البدء فيه نهاية يونيو المقبل. الصحيفة لفتت الانتباه إلى رجال الدين المسيحي في بغداد وقراءتهم لعودة العنف إلى العاصمة العراقية. البعض ينظر للهجمات على أنها علامة غضب تعكس ما يراه رجال الدين السُنة من أن إدارة أوباما لا تُصغى إليهم. وحسب الصحيفة، يوجد القس "كانون أندرو وايت" من كنيسة "جورج" في العاصمة العراقية، وهو من الشخصيات الموثوق بها في العراق، حيث ساهم منذ عام 2003 في تحقيق الوفاق بين الشيعة والسنة والمسيحيين والأكراد، وذلك في بلد يتسم بالانقسامات العرقية والطائفية. وتجدر الإشارة إلى أن "ديفيد بيتراوس" طلب من "وايت" أو (قِس بغداد) أن يزوده برسم قائد سُني بارز يمكن الاعتماد عليه في تجييش سُنة العراق ضد "القاعدة". خلال العام الماضي، نجح "وايت" في تسهيل إصدار "فتوى" سنية -شيعية لإدانة العنف والهجمات الانتحارية، وهذه الفتوى تم بثها في خطبة الجمعة مما أدى إلى الحد من هذه الهجمات. "وايت" لعب دوراً مهماً مع الإدارة الأميركية السابقة، واستطاع كسب دعم "البنتاجون"، وكان بمقدوره مقابلة "بيترايوس"، وهذا نموذج غير معتاد في وزارة الدفاع الأميركية، لكنه يعكس أهمية دور رجال الدين في المجتمع العراقي. الآن تلاشى الدعم المالي والاتصال المباشر اللذين حصل "وايت" عليهما. الصحيفة تقول إن السُنة يبحثون عن مكانتهم المفقودة ونفوذهم السياسي الضائع، وحتى المليشيات السُنية التي قاتلت ضد "القاعدة" لم يتم استيعابها بعد في الجيش العراقي، حسب ما هو مخطط، فالتكامل السُني يظل تحدياً مهماً لحكومة المالكي الشيعية. أشباح الإدارات السابقة: تحت عنوان "كاسترو وتشيني: أشباح الإدارات السابقة"، نشرت "لوس أنجلوس تايمز" أمس الجمعة افتتاحية، رأت خلالها أن "ديك تشيني" و"فيديل كاسترو" قد لا تجمعهما سمات مشتركة كثيرة، لكنهما يشتركان معاً في التالي: كلاهما لديه متسع من الوقت، وبدلاً من أن يقررا الخروج من مسرح الأحداث العالمية، فإنهما يتصرفان كرجلين لا يمكن الاستغناء عنهما، وذلك بالطبع رغم اختلاف رؤاهما. وحسب الصحيفة، فإنه طوال السنوات الثماني الماضية، كان من النادر أن ترصد تصريحات لنائب الرئيس في إدارة بوش الابن، والذي كان يحكم في الظل، الآن تجده على شاشات التلفزة في "فوكس نيوز" و"سي. إن. إن" و"سي. بي. إس" وبرنامج Face The Nation، ففي هذا الأخير، وضح "تشيني" أنه لا يدافع عن سياسات بوش". تشيني كرر تحذيراته من سياسات أوباما، التي يرى أنها تضع الولايات المتحدة في خطر، وأكد إصراره على جدوى عمليات التعذيب، وأشار إلى أن ذلك يتعلق بقرار رئاسي، ومن لا يعجبه هذا القرار فليوجه اللوم لبوش. وبخصوص الحزب "الجمهوري"، وقف تشيني إلى جانب أحد "المحافظين" المشهورين في الحزب وهو "روش لومباج"، الذي انتقد "كولون باول" كونه صوّت لصالح أوباما في الانتخابات الرئاسية، علماً بأن "باول" كان "جمهورياً". أما الرئيس الكوبي السابق "فيديل كاسترو"، فقد أصبح كاتب عمود. وبعدما مد "راؤول " يديه للرئيس أوباما، عارضاً إمكانية مناقشة مسائل كالحريات وحقوق الإنسان وحرية الصحافة وقضايا المعتقلين السياسيين، سرعان ما كتب "كاسترو" عموداً يحمل عنوان انعكاسات فيديل" أشار خلاله إلى أن أوباما أساء تفسير تصريحات راؤول، الذي كان يقصد من وجهة نظر "كاسترو" أنه لا يخشي التعامل مع أي قضية، وكأن الرئيس الكوبي السابق يقول: لا تخلطوا بين التصريحات والأفعال. وعلى الرغم من مساعي "راؤول" إلى تحسين العلاقات مع المكسيك، اتهم "كاسترو" الرئيس المكسيكي بتأخير الإعلان عن ظهور مرض انفلونزا الخنازير إلى ما بعد زيارة أوباما لبلاده... الصحيفة تقول: ثمة ميزة في التنحي جانباً، وبالنسبة لـ"تشيني" عليه منح الإدارة الجديدة فرصة للتنفس، وليفرغ لإعداد كتابه، أما "كاسترو"، فعليه أن يدرك أن الكوبيين لن يصوتوا له وهو خارج السلطة، وليكفيه نصف قرن في سدة الحكم، فأخوه الآن هو الرئيس فليمنحه فرصة. "التواصل مع بورما؟" بهذه العبارة، عنونت "واشنطن بوست" افتتاحيتها يوم الأربعاء الماضي، لتعلق على توجه جديد يتعلق بمراجعة السياسة الأميركية تجاه بورماو، وهو ما أمرت به "هيلاري كلينتون". وحسب الصحيفة، تدفع كثير من المنظمات الإنسانية العاملة في بورما نحو تغيير سياسة واشنطن مع هذا البلد، انطلاقاً من أن النظام طور سلوكه منذ المشكلات التي حدثت قبل عام من الآن، بسبب تلقي المساعدات الخارجية عقب تعرض بورما لإعصار "نارجيس"، وهناك مسؤولو الأمم المتحدة متشوقون لتدشين بعثات دبلوماسية في هذا البلد. وحسب الصحيفة، تخطط النخبة العسكرية الحاكمة لإجراء انتخابات في 2010، كي تضفي طابعاً قانونياً على نظام الحكم العسكري في البلاد، وهذه الانتخابات جعلت بعض أنصار الحوار مع بورما، يحثون أوباما على أخذ هذه الانتخابات على محمل الجد، وذلك على الرغم من استبعاد كل من "أونج سان سوكي" و"الرابطة الوطنية للديمقراطية" من المشاركة في هذه الانتخابات. وحسب الصحيفة، ينبغي على إدارة أوباما التواصل مع النظام البورمي وفي الوقت نفسه التواصل مع من وضعهم هذا النظام خلف القضبان. ------- إعداد: طه حسيب