تضمن مقال "السودانيون يتضاعفون"، لكاتبه محجوب عثمان، معلومات ومواقف. فيما جاءت معلوماته مستندة إلى مجرد شائعات أو ما قيل إنه تسريبات حول النتائج النهائية للإحصاء السكاني الذي أُجري في السودان مؤخراً، فإن مواقفه لم تبد لي منسجمة مع المنطلقات الوطنية والديمقراطية التي اعتاد مثقفونا شرحها وتبنيها على الدوام. فمحجوب في هذا المقال يتبنى موقف "الحركة الشعبية" الذي يشترط، للاعتراف بنتائج الإحصاء، أن تحدد بياناته ما إن كان المواطن السوداني جنوبياً أم شمالياً. والحقيقة أن هذا الموقف يمثل تراجعاً عن فكرة المواطنة التي لا تمييز فيها بين الناس على أساس انتماءاتهم الإقليمية أو العرقية أو الدينية. لذلك يبدو لي موقف الحكومة هو الأقرب إلى روح العصر ومقتضيات الحفاظ على وحدة الجماعة الوطنية. كريم إبراهيم -السودان