لاشك أن من يقرأ مقالة الدكتور أحمد عبدالملك: "حرية الصحافة بين التنظير والممارسة" سيجد فيها نقداً لاذعاً لما اعتبره قصوراً في الأداء العربي فيما يتعلق بتوافر حرية الصحافة والإعلام. غير أن ما لم يشر إليه المقال هو أن للحرية عموماً حدوداً ينبغي الالتزام بها، سواء في الصحافة أو في أي سلوك إنساني آخر. فليس معنى حرية الإعلام تجاوز الخطوط الحمراء فيما يتعلق بالصالح العام لأي مجتمع. وهذا أمر موجود حتى في أكثر الدول الغربية ادعاء لوجود حرية الإعلام فيها، حيث نرى من حين لآخر كيف توظف الحكومات الغربية وسائل إعلامها لتمرير رؤاها ومصالحها الخاصة. ونرى كيف يضع الإعلاميون الغربيون أنفسهم قواعد تحرير وخطوط رقابة ذاتية يلتزمون بها. وكل هذا دليل على أنه لا وجود للحرية المطلقة في الإعلام لأنها قد تعني الفوضوية في بعض صورها الهدامة. عبدالله خالد - الدوحة