International Security بروسيا وتخريب السلام -------- قضايا دولية عدة شملها العدد الأخير من دورية International Security التي تصدر كل ثلاثة أشهر عن "مركز بيلفر للعلوم والشؤون الدولية بجامعة هارفارد"، فتحت عنوان" التخريب من الداخل والخارج: النزاعات السياسية الداخلية، وعملية السلام في الشرق الأوسط"، كتبت "ويندي بيرلمان" أستاذة العلوم السياسية المساعدة في جامعة "نورث ويسترن"، تقول إنه من بين 38 اتفاقية سلام تم توقيعها خلال الفترة بين عامي 1988 و1998، فشلت 31 اتفاقية في البقاء لفترة تزيد عن 3 سنوات، وأن سبب هذا الفشل هو سلوك ما تطلق عليهم الكاتبة "المخربون" الذين ينقسمون في رأيها إلى مخربين محليين وخارجيين يرون أن من مصلحتهم سواء عن طريق العنف أو أي طريق آخر، تخريب ما يتم التوصل إليه من اتفاقيات خوفاً من تأثيرها على أوضاعهم ومصالحهم. وتقسم الكاتبة المقال إلى أربعة أجزاء: الجزء الأول ينتقد التفسيرات السائدة حول المفاوضات لعدم إيلائها الاهتمام الكافي للدوافع السياسية الداخلية للاعبين. والثاني يقدم نموذجاً للتنافسات الداخلية، أما الثالث فيبين فائدة هذا النموذج من خلال تطبيقه على الحالة الفلسطينية. أما الرابع والأخير فيناقش النتائج التي يمكن الخروج بها من هذا البحث وإمكانية توظيفها كأدوات في أيدي صناع القرار في الشرق الأوسط مستقبلا. وتحت عنوان "عندما يتحول الحق إلى قوة: كيف تمكنت بروسيا من قلب ميزان القوى مع الغرب لصالحها"، كتبت "ستاسي ئي. جودارد" الأستاذة المساعد للعلوم السياسية بكلية "ويليسلي -ماساشوستس"، تقول إنه رغم أن النظام الأوروبي كان مستقراً خلال الفترة بين 1815 و1848، فإن بروسيا تمكنت خلال سبع سنوات فقط من تغيير ميزان القوة لصالحها وذلك عبر ثلاث حروب مكنتها من ترسيخ مكانتها كزعيمة لألمانيا الموحدة، الأمر الذي أصاب القوى الكبرى في هذا العصر بالشلل فلم تتمكن من فعل شيء لموازنة القوة البروسية الصاعدة، واكتفت بالوقوف مكتوفة الأيدي، وهي تتفرج على بروسيا وهي تقوم بتغيير شكل السياسات الأوروبية إلى الأبد. "المستقبل العربي": السودان والنفط ---------- في العدد الأخير من شهرية "المستقبل العربي"، نطالع ثلاث دراسات تتناول النفط والتنوع الاثني والاستراتيجية الخارجية لروسيا. فتحت عنوان "الطفرة النفطية الثالثة: قراءة أولية في دواعي الطفرة وحجمها... حالة أقطار مجلس التعاون"، يبين الدكتور خليفة علي الكواري أن الطفرة النفطية الحالية التي بدأت منذ عام 2002، هي الثالثة إذ سبقتها طفرتان في عامي 1973 و1979، وكلها حدثت بسبب قفزات مفاجئة في أسعار النفط. وقد أدت الطفرة الثالثة إلى زيادة صادرات دول مجلس التعاون بثلاثة أضعاف بين عامي 2002 و2007، كما رفعت المداخيل النفطية للميزانيات العامة للدول الست، من 91 مليار دولار عام 2002 إلى 355 مليار دولار عام 2007. لكن الطفرة الثالثة داهمتها الأزمة المالية العالمية فجأة، لذلك توقفت إلى حين. وتتوقع الدراسة أن يحافظ سعر النفط على مستوى 70 دولاراً للبرميل، حالما يتعافى الاقتصاد العالمي، الأمر الذي يوجب على الدول العربية النفطية أن تفكر من الآن في الاستفادة من الموارد النفطية الناضبة. أما الدكتور بهاء الدين مكاوي فيعرف بـ"استراتيجيات إدارة التنوع الإثني في السودان"، موضحاً مظاهر التنوع ونماذج الصراعات الإثنية، قائلا إن العامل العرقي، مع العامل الديني واللغوي، تضافرت كلها لتغذية الانقسام في السودان، إلى جانب التدخلات الخارجية التي لعبت دوراً كبيراً في إشعال حرب الجنوب ثم حرب دارفور الحالية. وكما يقول الكاتب، فقد اتبع القادة السودانيون استراتيجيتين في التعامل مع التنوع الإثني؛ إحداهما استراتيجية الاستيعاب وقد فشلت لرفضها الاعتراف بالآخر. والثانية استراتيجية الاندماج الوظيفي التي تعترف بالآخر وتسمح له بالتعبير عن خصوصيته، وهي أفضلهما، وقد قامت عليها اتفاقية نيفاشا. وأخيراً تلقي لمى مضر الأمارة الضوء على "الاستراتيجية الروسية بعد الحرب الباردة وانعكاساتها على المنطقة العربية"، موضحة محددات التوجه الخارجي لروسيا بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، وكيف استطاعت القيادة الروسية منذ عام 2000 إعادة بناء هياكل الدولة مستعيدة هيبتها داخلياً وخارجياً. وفيما يخص الاستراتيجية الروسية تجاه المنطقة العربية، تلاحظ الباحثة أنها تتبع نوعاً من المساومة للحصول من الأطراف المتنازعة على أكبر قدر من الفائدة.