إحصاءات سكانية غير دقيقة... و"التهديد الإيراني" فرصة للتحالفات أصداء انفلوانزا الخنازير في إسرائيل، ونتائج استطلاعات للرأي حول موقف تل أبيب تجاه البرنامج النووي الإيراني، والإحصائيات السكانية الإسرائيلية الجديدة... موضوعات نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة أسبوعية في الصحافة الإسرائيلية. التعامل الصحيح مع إنفلوانزا الخنازير: على غرار صحف العالم، اهتمت الصحف الإسرائيلية بموضوع انفلوانزا "إتش 1 إن 1" والمعروف أيضاً باسم إنفلوانزا الخنازير. وفي هذا الإطار، علقت "جيروزاليم بوست" ضمن افتتاحية عددها ليوم السبت الماضي على وصول الفيروس إلى إسرائيل قائلة إن ذلك كان أمرا متوقعا ومسألة وقت فقط، وبخاصة في عالم شديد الترابط والتداخل. وأفادت الصحيفة بأنه إلى تاريخ كتابة الافتتاحية تأكدت ثلاث حالات إصابة فقط في إسرائيل، مشيرة إلى أن المرضى في حالة جيدة عموماً، وإلى أن جميع المصابين أصيبوا بعدوى الفيروس في المكسيك، ومشددة على أنه إلى الآن لم يتم تسجيل أي حالة لانتقال العدوى في إسرائيل. ومن جهة أخرى، أشارت الصحيفة إلى أن تقارير مكسيكية أولية أشارت إلى أن الفيروس حصد أرواح 7 في المئة من المرضى هناك، وهو رقم اعتبرته الصحيفة عاليًا جداً ورجحت أن يكون مبالغا فيه أو ناتجا عن سوء تشخيص طبي. ورأت أن المخاوف من انتشار وبائي قاتل مبالغ فيها قليلا، وإن أشارت في الوقت نفسه إلى أن رفع مستوى التحذير إلى ثاني أعلى مستوى إجراء وقائي حكيم، مضيفة أن منظمة الصحة العالمية كانت على صواب حين قامت بذلك على الصعيد العالمي، وكذلك الحال بالنسبة للسلطات الإسرائيلية التي حذت حذوها، ولافتة إلى أن حتى الإنفلوانزا الموسمية، التي تصيب الناس مع بداية فصل الخريف تقتل نحو 1 في المئة من المصابين، ولاسيما صغار السن والمتقدمين في السن والأشخاص الذين يعانون مشاكل تتعلق بالمناعة. إسرائيل وإيران: أغلبية كبيرة من اليهود الإسرائيليين يريدون تحركا عسكريا يهدف إلى تدمير منشآت إيران النووية. هذه هي خلاصة استطلاع للرأي رعته "العصبة المناهضة للقذف والتشهير" و"مركز بيجين-السادات للدراسات الاستراتيجية" التابع لجامعة بار إيلان، ونشرت نتائجه "هآرتس" يوم الاثنين الماضي. وحسب الاستطلاع، فإن أغلبية كبيرة من الأشخاص الذين يؤيدون تحركاً من قبل الجيش يقولون إنهم سيحافظون على تأييدهم حتى في حال عارضته إدارة أوباما. وبلغة الأرقام، قال 66 في المئة من المستجوَبين، رداً على سؤال حول تحرك عسكري ضد إيران، إنهم يؤيدونه، في حين قال 15 في المئة إنهم يعارضونه، و19 في المئة إنهم لا يعرفون الجواب. ومن بين الذين قالوا إنهم يريدون تحركا عسكريا، قال 15 في المئة إنهم سيغيرون رأيهم في حال عارضته الولايات المتحدة، في حين قال 75 في المئة إنهم لن يغيروه. أما البقية المتبقية، فقالوا إنهم لا يعرفون الجواب أو أعطوا أجوبة أخرى. وفي موضوع ذي صلة، توقفت الصحيفة في العدد نفسه عند الكلمة التي ألقتها وزيرة الخارجية السابقة وزعيمة حزب "كاديما" تسيبي ليفني يوم الأحد بواشنطن أمام مؤتمر "اللجنة الأميركية الإسرائيلية للشؤون العامة"، المعروفة اختصارا بـ"ايباك"، والذي يعد أكبر وأقوى لوبي إسرائيلي في أميركا، والتي شددت فيها على أهمية أن تنظر إسرائيل إلى "التهديد" الذي تطرحه إيران كفرصة للدفع بالسلام إلى الأمام مع جيران آخرين في المنطقة، ونقلت عنها قولها "دعوني أكون واضحة: في ما يخص موضوع إيران، ليس ثمة حزب معارض في إسرائيل"، مضيفة "إن التهديد الإيراني يخلق إمكانيات جديدة للتحالف بين إسرائيل والدول البراجماتية في المنطقة – البلدان التي تدرك أن إسرائيل ليست مصدر المشاكل في الشرق الأوسط". "للأسف، إسرائيل لم تعد ديمقراطية": الناشطة "اليسارية" الإسرائيلية "شولاميت آلوني" كتبت في عدد يوم الجمعة من صحيفة "هآرتس" ترد على مقال نشره مؤخرا الجنرال عاموس يادلين والفيلسوف "آسا كيشر" بالصحيفة نفسها بعنوان "حرب عادلة لدولة ديمقراطية"، تطعن في أسسه وتدحض أفكاره. وفي هذا السياق قالت "آلوني" إن "الحكيمين" يقولان إنه ينبغي ألا نكون أخلاقيين أكثر من اللزوم؛ والحال أن "إلقاء القنابل العنقودية على منطقة مأهولة بالسكان، مثلما فعلنا في حرب لبنان الثانية، عمل ليس أخلاقياً مما لا شك فيه، مثلما هو الحال أيضاً بالنسبة لاستعمال القنابل الفوسفورية ضد السكان المدنيين". وتابعت "آلوني" تقول: "على ما يبدو، وحسب تعريف يادين وكيشر للعدل، فإنه من العدل أن تدمر وتقتل وتطرد وتجوع السكان المدنيين الذين لا علاقة لهم بالأعمال الإرهابية ولا مسؤولية لهم عليها من أجل القضاء على الإرهابيين". وإلى ذلك، اعتبرت الكاتبة أن الديمقراطية لا توجد في إسرائيل إلا شكلياً؛ فهناك أحزاب وانتخابات ونظام قضائي جيد، كما تقول، ولكن هناك أيضا جيشا حاضرا في كل مكان يتجاهل القرارات القانونية التي تحد من سرقة أراض يملكها أشخاص يعيشون تحت الاحتلال منذ اثنتين وأربعين سنة. ثم هناك قانون 1992 الذي يعتبر إسرائيل "دولة يهودية" ، مما دفع بعض المراقبين إلى اعتبار أن "الدولة اليهودية ليست دولة لكل مواطنيها "، متسائلة ما إن كانت هناك دولة ديمقراطية ليست دولة لكل مواطنيها، ولافتة إلى أن اليهود الذين يعيشون في بلدان ديمقراطية يتمتعون بالحقوق الكاملة للمواطنة. أرقام إسرائيلية: في عدد يوم السبت من "يديعوت أحرنوت" كتب "بي. مايكل" معلقاً على الأرقام والإحصائيات التي صدرت مؤخراً عن "مركز الإحصاء المركزي" الإسرائيلي ونقل عنه قوله إن مجموع السكان هو 7.4 مليون نسمة، معتبرا أن البيان الجديد للمركز يحمل أخبارا سارة على اعتبار أن اليهود مازالوا يشكلون الأغلبية بـ75.5 في المئة من السكان، في حين أن 24.5 في المئة فقط من سكان البلاد ليسوا يهوداً. ولكن "مايكل" يرى أن الأرقام التي تم الكشف عنها يشوبها "خطأ مؤسف". أما مصدر الخطأ، كما يقول، فهو "الخط الأخضر" الذي "تم بعثه من قبره، وهو أمر يحدث في كل مرة تقتضي فيها احتياجات البلاد الإحصائية أو احتياجات العلاقات العامة ذلك"، معتبراً أن ما يسميها الأرقام الحقيقية ترسم صورة مختلفة. وفي هذا السياق قال "مايكل" إنه حسب مكتب الإحصاء المركزي ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، فإن الحكومة الإسرائيلية تحكم 11.43 مليون نسمة حاليا، 5.6 مليون منهم يهود في حين أن 5.83 مليون ليسوا من اليهود (2.46 مليون فلسطيني في الضفة الغربية، و1.55 مليون فلسطيني في قطاع غزة، و1.5 مليون فلسطيني هم مواطنون إسرائيليون، و0.32 مليون يوصفون بـ"غير يهود آخرين")، ليخلص إلى أن "الأرقام الصحيحة" هي كالتالي: 49 في المئة يهود و51 في المئة غير يهود. إعداد: محمد وقيف