بغض النظر عن جواب السؤال: "من يسعى لتقسيم أميركا؟" الذي طرحه هنا الكاتب جريجوري رودريجيز في عنوان مقاله، فإن انتشار أجواء الاستقطاب الحاد بين تيارات واتجاهات الطبقة السياسية والثقافية في أية دولة غالباً ما تكون له آثار خطيرة، قد تصل إلى حد تفكك تلك الدولة، حتى لو كانت عظمى، كما وقع للاتحاد السوفييتي السابق. ومع أن الاستقطاب التقليدي بين المدارس اليمينية، والليبرالية في المشهد السياسي الأميركي، لا يتجاوز حدوداً معينة في الغالب، إلا أن تكريس وديمومة هذا الاستقطاب ليستا مما يفيد الدولة العظمى الوحيدة. وإذا لم تعمل بوتقة الصهر الأميركية الخلاقة على احتواء تطلعات وتظلمات جميع تيارات المشهد السياسي هناك، فقد يكون في ذلك نذر خطر حقيقي على مستقبل الولايات المتحدة ووحدتها السياسية والاجتماعية، إن لم يكن حتى وحدتها الوطنية. أبوبكر عابد - دمشق