جاهزية ناقصة في مواجهة "إنفلونزا الخنازير" ودعوة لوقف حرب سريلانكا خطوات مواجهة "إنفلونزا" الخنازير، وحيرة حول الأخذ بتصريحات أوباما أم بايدن حول المرض، ومدى جاهزية الولايات للتصدي لحالات الإصابة، والحرب في سريلانكا في حاجة لمواقف أميركية وأوروبية... موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الأميركية. في مواجهة "إنفلونزا الخنازير": خصصت "لوس أنجلوس تايمز" افتتاحيتها ليوم الأربعاء الماضي للتعليق على ما يُثار من مخاطر محتملة جراء مرض إنفلونزا الخنازير، قائلة: "بغض النظر عما إذا كان المرض سيتحول إلى وباء خطير أم لا، فإن السلطات الفيدرالية داخل الولايات المتحدة، كانت على حق عندما رفعت درجة الخطر وسعت إلي توفير مصل مضاد للمرض. الصحيفة لفتت الانتباه إلى أن حالة طوارئ أعلنت عام 1976 في مواجهة إنفلونزا الخنازير، لكن لم يحدث شيء، غير أنه من الأفضل الاستعداد لمواجهة الخطر بخطوات فاعلة وسريعة بدلاً من التمعن في مخاطره، فبالإضافة إلى البيانات الحكومية المتعلقة بإرشادات السفر والبحث عن مضادات للفيروسات، يجب توعية عامة الناس بتجنب القبلات وشرب المزيد من المياه واحتساء الشوربة. نحن لن نذهب بعيداً مثلما فعلت السلطات الصحية في أوروبا وروسيا الاتحادية، حيث طُلب من الناس تجنب السفر لأسباب غير ضرورية إلى الولايات المتحدة، أو حظر استيراد لحوم الخنازير من الولايات المتحدة والمكسيك، علماً بأن المرض لا ينتقل عن طريق تناول لحوم الخنازير، كما أن الحالات المكتشفة في الولايات المتحدة أقل حدة من نظيراتها في المكسيك. الصحيفة وجدات أن الإجراء الأفضل هو منع السفر من أي دولة إلى المكسيك، حيث توجد 2000 حالة إصابة. وبالنسبة للولايات المتحدة، التي لديها عمالة مهاجرة من المكسيك، فيجب ألا يتحول الخوف من المرض إلى موجة من العنصرية ضد هذه العمالة. على صعيد آخر، يمكن توفير الدعم المالي والعناصر البشرية اللازمة لمساعدة المكسيك في مواجهة المرض، وتقليل درجة التهديد العالمي، وقد خطا البنك الدولي خطوة جيدة عندما منح المكسيك قرضاً بقيمة 205 ملايين دولار لتحسين الخدمات الطبية وتوفير البنى التحتية اللازمة، لكن المكسيك في حاجة إلى المزيد لتطوير التعليم وتوفير المياة النقية وخدمات الصرف الصحي، ويمكن للسلطات الصحية في الولايات المتحدة مساعدة المكسيك؛ لأن ذلك يساهم في حماية الأميركيين. نائب الرئيس... تصريحات مقلقة: في افتتاحيتها ليوم أمس الجمعة، أشارت "واشنطن بوست" إلى أن الرئيس أوباما سعى الأربعاء الماضي إلى طمأنة بلاده القلقة من فيروس H1N1 عندما قال إن المرض سبب قلقاً كبيراً، لكن لا داعي للهلع، لكن هذه الكلمان المطمئنة سرعان ما تم تبديدها بعد يوم واحد فقط، والسبب تصريحات أطلقها جوزيف بايدن - نائب الرئيس الأميركي، في مقابلة أجراها مع شبكة N.B.C ضمن برنامح Today، فعندما سأله مقدم البرنامج: "لو جاءك أحد أفراد أسرتك، وقال لك: لقد قررت الذهاب إلى المكسيك على متن طائرة مدنية، وسأعود خلال أسبوع... هل تعتقد أن هذا فكرة جيدة؟" بايدن أجاب: سأخبر أفراد أسرتي، وعليَّ أن أفعل ذلك، إنني لن أذهب إلى أي منطقة أو مكان مغلق، فأنت عندما تسافر في طائرة مغلقة، يعطس فيها أحد، فإن العطسة ستطال جميع أنحاء الطائرة... هناك فرق بين أن يعطس شخص في طائرة أو حافلة أو سيارة وأن يعطس في وسط ميدان...". وحسب الصحيفة، فإن كلمات "بايدن" يمكن اعتبارها ضوءاً أخضر للامتناع عن ركوب المترو ومنع الأطفال من الذهاب إلى المدارس وتجنب السفر. الصحيفة تقول: لأسباب غير معروفة، لن تتأثر الولايات المتحدة بالمرض مثل المكسيك التي شهدت وفاة ما يزيد على 150 شخصاً جراء الإصابة بالمرض. أعراض المرض موجودة لدى 2500 مكسيكي، ويوجد أكثر من 1300 يخضعون للعلاج في المستشفيات. أما في الولايات المتحدة، فقد رصدت مراكز الوقاية من الأمراض حالة وفاة واحدة في تكساس و109 حالات، وتوجد 8 حالات في ميريلاند. وثمة تصريحات لـ"ريتشارد بيسر" المدير التنفيذي لمركز مكافحة الأمراض، جاء فيها أن "الإصابة بالإنفلونزا تحدث بشكل موسمي في الولايات المتحدة، فنحن نراها في شتاء كل سنة، ولسوء الحظ من المتوقع أن نشهد هذا العام مزيداً من الوفيات، فالإنفلونزا الموسمية تقتل سنوياً قرابة 36 ألف نسمة". ومع ذلك، تؤيد الصحفية نصيحة أوباما ومسؤولي إدارته: لا داعي للهلع. أين الجاهزية؟: وفي الموضوع ذاته، وفي واشنطن بوست" ايضا ، كتب "كيمبرلي كيندي" يوم أمس تقريراً لفت فيه الانتباه إلى أن كثيراً من الولايات لا تزال غير مستعدة لمواجهة المرض، حيث هناك أكثر من 24 ولاية بما فيها ميريلاند وواشنطن دى.سي. لم تخزن الكميات اللازمة من مضادات الفيروسات واحتياجات الطوارئ التي يمكن استخدامها لعلاج المصابين بإنفلونزا الخنازير. برنامج الاحتياطي القومي الاستراتيجي الذي تم تدشينه إبان إدارة كلينتون قبل عقد من الزمان، يضمن تنسيقاً فيدرالياً لمواجهة الكوارث من خلال توفير مجموعة من اللقاحات والمضادات الحيوية وأقنعة الوقاية وغيرها من المستلزمات الطبية في مواقع سرية، وهذا البرنامج تم توسيعه عام 2004 ليشمل الأدوية التي يتم استخدامها في مواجهة الأوبئة، بحيث يتم ربط البرنامج بالمخزونات المتاحة لدى حكومات الولايات وشركات الأدوية والوكالات الفيدرالية، لكن في واشنطن دي. سي، وميريلاند و26 ولاية أخرى يوجد نقص في الأدوية الخاصة بالإنفولزا قدره 10 ملايين جرعة من عقاقير كالتامفلو ورلينزا، هي للعلاج وليست للوقاية من المرض. حرب سريلانكا القذرة: تحت هذا العنوان، نشرنت "نيويورك تايمز" يوم الخميس الماضي، افتتاحية، رأت خلالها أن القوات المسلحة السريلانكية تقترب من إحكام سيطرتها على انفصال نمور التاميل، الذين باتوا محاصرين في منطقة ضيقة، وإذا نجحت هذه القوات، فإنها ستكون قد أنهت صراعاً امتد طيلة ربع قرن. لكن لا يزال عشرات الآلاف من المدنيين محاصرين في مناطق النزاع بين الحكومة و"التاميل" على مساحة تمتد بطول 4 أميال وبات المدنيون هناك في مأزق، حيث تنفد مواردهم المائية والغذائية، مما يستوجب السماح لهم بمغادرة المكان. جماعات حقوق الإنسان اتهمت كلًا من الحكومة السريلانكية وأقلية التاميل، التي دأبت على استخدام الهجمات الانتحارية، وهي أقلية تصنف على نطاق واسع بأنها إرهابية، وحملتهما المسؤولية عما يجري من انتهاكات. وحسب الصحيفة، بعد فشل محاولات عدة لإحلال السلام، بدأ الجيش هجومه الأخير لحسم المشكلة، وعندما أحس الجيش بقرب الانتصار شن هجمات أكثر عنفاً، والنتيجة مصرع ستة آلاف شخص وجرح 14 ألفاً بنهاية يناير 2009. سريلانكا تجاهلت النداءات الإنسانية لوقف إطلاق النار، وخلال هذا لأسبوع قالت الحكومة إن الجيش سيوقف استخدام الأسلحة الثقيلة ضد المتمردين، لكن المراقبين يقولون إن الجيش لا يزال يستخدم القوة... المسؤولون الأميركيون يقولون إنهم سيحاولون تعطيل المساعدات التي تنوي سريلانكا الحصول عليها من صندوق النقد الدولي والتي تصل إلي 1.9 مليار دولار، حتي تسمح الحكومة للمدنيين بمغادرة مناطق الحرب وحتى يتمكن عمال الإغاثة من الوصول إلى كافة معسكرات اللجوء. الصحيفة تدعو دول أوروبا إلى اللحاق بالمجهود الأميركي للضغط على سريلانكا كي تعلن من جانبها وقف إطلاق النار، وأن تعيد النظر في مساعداتها وعلاقاتها التجارية مع هذا البلد... والدعوة ذاتها تمتد لكل من الهند واليابان.