أثار الدكتور وحيد عبدالمجيد في مقاله الأخير، موضوعاً في غاية الأهمية وهو مسألة تصنيف "إسرائيل بين العنصرية والديمقراطية"، حيث أوضح أنه لا يمكن الجمع بين الاثنتين في نظام واحد، وأنه رغم "الترويسة" الديمقراطية الهشة التي تتباهى بها الدولة العبرية أمام العالم، فإن الغلبة في قراراتها دائماً تكون للمرجعية العنصرية، أي لأيديولوجيتها الصهيونية بما تنطوي عليه من أفكار توراتية استعلائية واستئصالية ومناهضة للآخر. وإذا تم إخضاع الديمقراطية الإسرائيلية للمرجعية الصهيونية، فإن هذه المرجعية فرضت أن يكون التنافس، فيما يتعلق بعملية السلام، بين خيارين فقط، يسعى أحدهما إلى تجنب أي حل لقضية فلسطين مراهناً على تلاشيها عبر الزمن بفعل عوامل التعرية الفلسطينية الداخلية، فيما يريد الآخر حل المشكلة الديمغرافية التي تواجه إسرائيل على حساب القضية الوطنية للشعب الفلسطيني. والفرق بين الخيارين هو الفرق بين اليمين واليسار الإسرائيليين، أي الفرق بين الديمقراطية الإسرائيلية ومرجعيتها الصهيونية. جابر نعيم - مسقط