عودة الاستيطان إلى القدس... وأولوية "السلطة على التحرير" استئناف الاستيطان في القدس، وأولوية الحكم على التحرير لدى الفصائل الفلسطينية، والذكرى 33 ليوم الأرض، واستمرار الصراع مع إيران... قضايا نعرضها ضمن جولة سريعة في الصحافة الإسرائيلية. "اتركوا القدس وشأنها": دعوة وجهتها صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها ليوم أمس الثلاثاء إلى الحكومة الإسرائيلية اليمينية عشية تنصيبها رسمياً وقبيل أدائها القسم الدستوري، لا سيما وأنها تضم عناصر متطرفة تمثل مصالح المستوطنين الذين يستعدون في هذه اللحظة إلى إحكام قبضتهم على القدس الشرقية مستغلين حلفاءهم في حكومة نتانياهو. فقد اضطر هذا الأخير أثناء مفاوضاته لتشكيل الحكومة وحشد التأييد لبرنامجه السياسي التعهد للمستوطنين باستكمال خطة بناء وحدات سكنية جديدة في منطقة القدس للربط بين مستوطنة معالي أدوميم ومدينة القدس، وهو ما سيؤدي في حال تنفيذ الخطة إلى فصل الأحياء العربية في القدس الشرقية عن امتدادها الطبيعي في الضفة الغربية، ليقضي بذلك على احتمالات قيام دولة فلسطينية مستقلة ومتجاورة جغرافياً. وتنتقد الصحيفة إمكانية إحياء الحكومة "اليمينية" لخطة بناء المستوطنات وخضوعها لضغوط المستوطنين بعدما جُمدت الخطة طيلة السنوات السابقة بطلب من الولايات المتحدة، وتحذر الصحيفة في هذا الإطار من المناورات التي تمارسها حالياً جمعية المستوطنين، والتي تصل أحياناً إلى الابتزاز السياسي، مشيرة إلى ما يتعرض له عمدة مدينة القدس، نير بركات، الذي حصل على دعم جماعات المستوطنين خلال حملته الانتخابية من ضغوط كبيرة تطالبه بتدمير العشرات من المنازل الفلسطينية في قرية سلوان لتقليص التواجد الفلسطيني في المنطقة وإفساح المجال أمام المستوطنين اليهود. والأكثر من ذلك تقول الصحيفة إن إعلان نتانياهو عن نيته استئناف حكومته للمفاوضات مع الفلسطينيين تتعارض مع الخطوات الانفرادية التي ستتخدها الحكومة الإسرائيلية في القدس والتي يعتبر الحسم في وضعها النهائي من أهم القضايا المطروحة للتفاوض بين الطرفين. "أولوية الحكم على التحرير": في مقالها المنشور يوم الإثنين الماضي على صفحات "هآرتس" تتطرق "أميرة هاس" إلى الواقع الفلسطيني الحالي الذي تطغى عليه الرغبة في الحكم وممارسة السلطة على تحرير الأرض، أو حتى إحراز تقدم حقيقي في المفاوضات. وتبدأ الكاتبة بالإشارة إلى النقاشات الجارية حالياً في القاهرة بين الفصائل الفلسيطنية المختلفة والحديث الدائر حول رفع سقف التمثيل للمشاركة في المجلس التشريعي الفلسطيني إلى 8 في المئة من الأصوات كما يدعو إلى ذلك الطرف القوي المتمثل في "حماس" مقابل إصرار "فتح" على نسبة 4 في المئة أملا في أن يقود ذلك إلى انضمام الأحزاب الصغيرة العلمانية إليها والمشاركة في الانتخابات بقائمة موحدة. وفي غضون ذلك ينسى الفلسطينيون الصورة الحقيقية، أو ربما يتغاضون عنها كما تقول الكاتبة من خلال تصرفهم وكأنهم يعملون في إطار دولة ذات سيادة حقيقية بدلا من واقع الانقسام والخضوع للاحتلال الأجنبي الذي يعيشونه. هذا التشبث السطحي بالديمقراطية البرلمانية فيما الاحتلال جاثم على صدور الفلسطينيين، لا يعني في المحصلة النهائية سوى الموافقة على مسلسل أوسلو، فإذا كان هذا الأمر واضحاً بالنسبة لحركة "فتح" التي حاولت تسويق المسلسل إلى الرأي العام باعتباره الطريق الأمثل لتحقيق الاستقلال ضمن حدود 1967، فإن اللافت هو موافقة "حماس" الضمنية على المسلسل رغم المعارضة الظاهرة. فـ"حماس" بدعوتها إلى تحرير كامل فلسطين وعدم تحديد جدول زمني لذلك يجعلها لا تهتم كثيراً بالانقسام السياسي والاجتماعي الحاصل بين قطاع غزة والضفة الغربية، لا سيما وأن التحرير بالنسبة لـ"حماس" لا يعني أنه على مشارف البصر، وربما لن يأتي حتى على أيدي الجيل القادم، لذا فإن ما تركز عليه "حماس" هو إثبات قدرتها على الحكم وحيازة الشرعية الدولية دون أن تتخلى عن وعود التحرير البعيدة. الأكثر من ذلك تقول الكاتبة إنه رغم تصريحات القيادتين المتنافستين، لم يحاول أحد منهما تقويض الوضع الناجم عن أوسلو، حيث الاحتلال مازال مستمراً والفلسطينيون يديرون شؤونهم في حدود ضيقة جداً والعالم يوزع مساعداته، فيما المفاوضات العقيمة مستمرة دون نهاية. "يوم الأرض في الذكرى 33": خصصت "جيروزاليم بوست" افتتاحيتها ليوم الإثنين الماضي للحديث عن الذكرى 33 ليوم الأرض الذي يحتفل به العرب داخل إسرائيل والأهمية التي باتت تحظى بها هذه المناسبة في الوعي الجماعي للعرب واليهود على حد سواء. فقد قرر الأعضاء العرب في الكنيست الإسرائيلي التغيب عن حفل تنصيب رئيس البرلمان الجديد، مفضلين المشاركة في المظاهرات التي خلدت يوم الأرض الذي اتخذ من الدعوة إلى مقاطعة عالمية لإسرائيل شعاره لهذه السنة. الصحيفة ترجع إلى الماضي وتوثق تاريخ نشوء هذا الاحتفال وجذوره الأولى التي تعود إلى 30 مارس 1976 وما صاحبها من مظاهرات عنيفة أدت إلى سقوط ستة عرب في مواجهات مع الشرطة الإسرائيلية التي حسب الصحيفة، اضطرت إلى إطلاق الرصاص لحماية نفسها. وتشير الصحيفة إلى أن الإضراب العام الذي دعت إليه بعض القيادات الفلسطينية، وساهمت في تنظيمه منظمة التحرير الفلسطينية، لم يكن محط إجماع لدى كافة العرب، إلا أن التدفق الكبير للمشاركين وانخراط الفلسطينيين في الضفة الغربية والأردن في مظاهرات مؤيدة لعرب إسرائيل خلق واقعاً أمنياً خطيراً أدى في النهاية إلى سقوط ضحايا. هذا الإضراب تقول الصحيفة جاء احتجاجاً على قرار السلطات الإسرائيلية وقتها بمصادرة 20 ألف دونم من الأراضي في الجليل والتي يتقاسمها العرب مع اليهود، ومع أن السلطات أدرجت تعويضات مادية للعرب في خطتها وظهر استعداد لدى العرب للتفاوض حول قيمة التعويضات إلا أن التيار المسيس كان أعلى صوتاً فقاد المظاهرات وحدث ما حدث. "الصراع مع إيران": يوم الجمعة الماضي، كتب "أليكس فيشمان" مقالا في صحيفة "يديعوت أحرنوت" يتطرق فيه إلى الخطر الإيراني على خلفية ما رشح في الصحافة الإسرائيلية من أن سلاح الجو الإسرائيلي، أغار على موكب للأسلحة على الأراضي السودانية قبل شهرين أرسلته إيران إلى غزة. فحسب الكاتب لا تكتفي إيران بتطوير قدراتها النووية، بل هي تصمم صواريخ قادرة على الوصول إلى عمق إسرائيل وتقوم بتفكيكها إلى أجزاء تُسهل عملية تهريبها عبر الأنفاق إلى غزة، ومن ثم تجميعها وإطلاقها على الأهداف الإسرائيلية. الكاتب يعرب عن تخوفه من أن تعمل إيران على تحويل قطاع غزة إلى قاعدة متقدمة لإطلاق الصواريخ على إسرائيل وممارسة ضغوط عليها لانتزاع مكاسب في مفاوضاتها المرتقبة مع الولايات المتحدة. إعداد: زهير الكساب