قرأت مقال الدكتور برهان غليون في عدد الأربعاء الماضي، وأعجبني تناوله للتدخلات الخارجية التي كثيراً ما تتذرع بقضايا حقوق الإنسان. لكني أختلف مع الكاتب في قوله إن غياب فكرة القانون من المجال العام للدول النامية هو الباعث الرئيسي لتلك التدخلات! والحقيقة أن تلك الدول، ومنها السودان، شهدت على مدى عقود متوصلة قيام بنيات حقوقية وقضائية وصلت في مرحلة من المراحل إلى درجة من النضج والاستقلال والشفافية تضاهي نظيرتها الغربية. معنى ذلك أن تسييس القضايا الحقوقية ليس الوسيلة المثلى لخدمة تطوير القضاء في هذه الدول، وإنما منحه الفرصة لتحقيق الرقي الذاتي في أجواء صحية ومواتية! محمود بلال -السودان