ميز السيد يسين في مقاله الأخير بين "ثروات الأمم وثروات الفكر"، قائلاً إن العالم يشهد الآن ارتباط الثروة الناجمة عن مجتمع المعرفة والثروة الفكرية الكبرى التي تعبر عنها العولمة بتجلياتها السياسية والاقتصادية والثقافية والاتصالية. لكني أختلف مع الكاتب في تثمينه لهذا النوع الأخير من الثروة، والذي أثبتت الأزمة الاقتصادية الأخيرة أنه وهمي وشديد الهشاشة، بل ربما كان نقطة ضعف العولمة و"كعب أخيلها". وهنا لا أقصد عامل الموارد البشرية والخبرات الفكرية التي هي ثروة بكل ما في الكلمة من معنى، بل أقصد الجانب الناعم من الثروة العالمية متمثلاً في الاقتصاد المالي، والذي هو أبرز تجلي للعولمة. وقد أظهرت الأزمة الحالية أهمية الاقتصاد الإنتاجي الذي بدى لبعض الوقت كما لو أنه قطاع متخلف، والحقيقة أنه الوحيد الذي يحقق قيمة مضافة، لذلك فالأزمة لم تبدأ منه ولم تصله إلا متأخرة جداً. توفيق عبيد- الجزائر