أصداء "إعفاء" عاموس... وجدل حول المس بـ"المسيحية" تجاذبات في تشكيل الحكومة الإسرائيلية، واقتراب إيران من القنبلة الذرية، وأصداء إعفاء عاموس جلعاد من المفاوضات مع مصر، والجدل الدائر حول المس بالمسيحية في إسرائيل... قضايا نعرض لها ضمن جولة سريعة في الصحافة الإسرائيلية. "ليفني... لا تستسلمي": دعوة وجهتها صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها ليوم أمس الثلاثاء إلى زعيمة حزب "كاديما" تسيبي ليفني، معبرة عن موقف واضح تجاه المشاورات الجارية حالياً في إسرائيل لتشكيل الحكومة بعد تكليف بنيامين نتانياهو بالمهمة. فرغم محاولات هذا الأخير استمالة حزب ليفني للمشاركة في حكومة وحدة وطنية وتعهده بمنحها حقائب وزارية مهمة، بالإضافة إلى إشراكها في صياغة سياسة الحكومة تحدثت ليفني عن "نوع مختلف من السياسة"، قائم على المبادئ والمواقف الحقيقية، مشيرة إلى أن فشلها في تشكيل الحكومة بعد استقالة إيهود أولمرت، إنما راجع إلى رفضها التنازل وقبول مطالب حزب "شاس" السياسية والمالية، كما أنه على مدى سباقها الانتخابي مع منافسها نتانياهو كانت دائماً تصر على أن حملتها هي معركة من أجل تحقيق السلام. لكن حسب الصحيفة حان الوقت فعلاً لاختبار مدى صدق مقولات ليفني حول المبادئ السياسية والمواقف الصائبة، فهل ستقبل ليفني الانضمام إلى حكومة يقودها الليكود بعد انسحابها منه في السابق بسبب تأييدها لخطة فك الارتباط، أم أنها ستتمسك بمعارضتها؟ ففي اجتماعهما يوم الأحد الماضي طلبت ليفني من نتانياهو قبول حل الدولتين والاتفاق على مبدأ إقامة دولة فلسطينية، لكن نتانياهو كان دائماً يعارض الدولة الفلسطينية ومايزال، حيث تُذكر الصحيفة كيف امتنع عن التصويت قبل ست سنوات، عندما كان عضواً في حكومة إرييل شارون، على خريطة الطريق حتى بعد التعديلات والتحفظات التي أدخلها شارون. فنتانياهو كما تقول الصحيفة لا يعارض المفاوضات مع الفلسطينيين، إلا أنه يحصرها في الجانب الاقتصادي ويرفض التطرق لأي اتفاق حول الوضع النهائي، كما يرفض أي انسحاب من الضفة الغربية، ويصر على توسيع المستوطنات، لذا ترى الصحيفة ألا مجال لمشاركة ليفني في حكومة يقودها نتانياهو مفضلة جلوسها على كرسي المعارضة بدل التضحية بمبادئها. "إيران تقترب من القنبلة": بهذا العنوان تطرقت "هآرتس" في افتتاحيتها ليوم الأحد الماضي إلى الملف النووي الإيراني بعد التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي أعده مفتشون زاروا المواقع الإيرانية وأكدوا أن طهران اجتازت فعلا "العتبة التكنولوجية" بعدما نجحت في تخصيب طن من اليورانيوم يمكن في حال تمت معالجته بمحطة "ناتانز" تحويله لإنتاج القنبلة النووية. هذه التطورات تؤشر على الحالة الاستعجالية التي بات عليها الموقف وضرورة الإسراع في التعامل مع البرنامج النووي الإيراني قبل أن يتحول إلى ترسانة من الأسلحة تهدد المنطقة والعالم، لكن في الوقت نفسه تشير الصحيفة إلى أن الإنجاز الإيراني ووصوله إلى هذه المرحلة المتقدمة من التخصيب، يبرز من جهة أخرى عجز العقوبات الاقتصادية التي أقرها مجلس الأمن في أكثر من مناسبة عن تحقيق الغرض المنشود وحمل إيران على التوقف. وبالنسبة لإسرائيل، تقول الصحيفة، عليها في هذه المرحلة تنسيق جهودها مع الإدارة الأميركية الجديدة، إذ رغم الخطاب الإسرائيلي المتشدد تجاه إيران الذي عكسه رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتانياهو خلال حملته الانتخابية عندما قال: "إيران لن تسلح نفسها بالقنبلة النووية حتى لو استدعى الأمر كل ما ينبغي لمنع ذلك"، إلا أن التنسيق مع الولايات المتحدة ضروري لتحقيق تقدم في هذا الملف. لكن إذا تبنى نتانياهو سياسة تعقد المهمة الأميركية في المنطقة برفضه التفاوض مع الفلسطينيين، أو بتشجيعه الاستيطان فلا شك أن ذلك سيؤثر على الموقف الأميركي، وربما استفادت إيران من الوضع لتعزيز موقعها ومواصلة رحلتها النووية. "عاموس جلعاد والخروج من الحلبة": في تقرير نُشر يوم الإثنين الماضي، تلقي "جيروزاليم بوست" الضوء على خلفيات إعفاء رئيس الحكومة المستقيل إيهود أولمرت المفاوض المخضرم عاموس جلعاد من مهامه على رأس المفاوضات الجارية بين تل أبيب والقاهرة لتثبت اتفاق الهدنة وإطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط. وتأتي الإقالة بعد الانتقادات التي وجهها الجنرال عاموس إلى أولمرت في حديث أدلى به إلى صحيفة معاريف ليعقب ذلك رد سريع من رئيس الوزراء المستقيل الذي حرص، كما يقول التقرير، على اتخاذ شكل استعراضي، وهو ما لا يتفق مع متطلبات المرحلة الحالية التي تسعى فيها الطبقة السياسية إلى تشكيل حكومة ائتلافية، وفي وقت يقبع فيه الجندي الإسرائيلي لدى "حماس". الأكثر من ذلك أن الإقالة تأتي خلال المفاوضات مع القاهرة، والرسائل المرتبكة التي ستصل المصريين بعد هذه الخطوة التي من شأنها تعقيد الوضع، وربما الإضرار بالعلاقات مع القاهرة. ويشير التقرير، لتوضيح ما وصفه بالارتباك الإسرائيلي، إلى ما قاله عاموس لصحيفة "معاريف" من أن "عوفر ديكيل" رجل أولمرت في المفاوضات، والذي لم يسمع به أحد في الفترة الماضية كان خارج البلد يستمتع بإجازته عندما كانت المحادثات مع المصريين جارية، وهو ما يعني حسب التقرير، إما أن أحد الأطراف لا يقول الحقيقة، أو أن "إحدى اليدين لا تعرف ما تقوم به الأخرى". وفي الخلفية من كل ذلك يشير التقرير إلى العلاقات السيئة بين أولمرت ووزير الدفاع، إيهود باراك، الذي يشرف على ملف الجندي شاليط بمعية الجنرال عاموس جلعاد، فمعروف الدور الذي لعبه باراك مع ليفني لإثارة قضية الفساد التي تورط فيها أولمرت، وبالتالي التسريع في استقالته، ورغبة هذا الأخير في تخليد اسمه قبل المغادرة والظهور بمظهر الحريص على إطلاق سراح الجندي شاليط ومن ثم ربط الإفراج عنه بفتح المعابر مع قطاع غزة. "حدود الهزل": كتب "زهير أندريوس"، ناشر صحيفة "مع الحدث" العربية في إسرائيل، وأحد عرب إسرائيل الناشطين سياسياً مقالًا، ينتقد فيه البرنامج التلفزيوني الذي بثته القناة الإسرائيلية العاشرة، يسخر فيه المذيع من بعض المعتقدات المسيحية الأساسية. ما أثار ردود فعل حادة في أوساط المسيحيين داخل إسرائيل ودفعهم إلى الخروج في مظاهرات احتجاجاً على استهداف المسيحية. الكاتب يركز على ضرورة التفريق بين حرية التعبير التي لا يجادل فيها أحد وبين احترام معتقدات الآخرين وعدم المس بها حفاظاً على السلم الأهلي وصوناً للوحدة الوطنية، مذكراً في هذا الإطار بالمعايير المزدوجة التي تنتهجها إسرائيل في التعامل مع حرية التعبير. فلو كان الأمر يتعلق بالتشكيك في الهولوكست، وهو حدث تاريخي ولا يرقى أبداً إلى الطعن في الديانة اليهودية ونبيها لقامت الدنيا، ولم تقعد ولُجيشت الإمكانات الإعلامية والمادية للتصدي لها، كما هو في معظم الدول الأوروبية التي سنت قوانين تجرم التشكيك في المحرقة اليهودية وتلاحق الكتاب الذين يطعنون في عدد اليهود الذين قضوا في الحرب العالمية الثانية. إعداد: زهير الكساب