من العجيب في مفارقات إسرائيل ذلك البُعد الذي كشفه مقال الأستاذ محمد السماك: "إسرائيل من اليهودية إلى الصهيونية"، فهذا الكيان الاستعماري الإحلالي المصطنع، أقيم على أسس مناقضة لطريقة بناء الدول في العصر الحديث، حيث زعم مؤسسوه الأوائل أن لديهم إيديولوجيا سيسعون لتجريبها بهدف إقامة كيان لهم، ولذلك راحوا يستقدمون المستوطنين من جميع أنحاء العالم ويوطنونهم في أرض شعب آخر. والآن تحول رفع شعار "يهودية" الدولة إلى تمهيد وتبرير لتطبيق خطة "الترانسفير" أي طرد بقية الشعب الفلسطيني من أرضه، بحجة أن كل من ليس يهودياً لا يحق له البقاء، تماماً مثل نظام "الآبارتايد" السابق في جنوب أفريقيا. والمحير في كل هذا هو عجز المجتمع الدولي عن وقف هذه السياسات الانعزالية الدينية والعنصرية القومية، وكأن إسرائيل استثناء من جميع المواثيق والأعراف الدولية، أو كأنها فوق القانون الدولي نفسه. بوعلام الأخضر - باريس