الدلائل على الترابطات العضوية بين مكونات الاقتصاد العالمي، هي أكثر من أن تعد أو تحصى، وهذا ما يتجلى واضحاً في الأزمة المالية العالمية الحالية، وقد وضحه مقال "الصين وأميركا: أزمة اقتصاد النموذجين"، لكاتبه هارولد مايرسون، والذي بين أنه رغم التباين الواضح بين الاقتصادين، الصيني والأميركي، حيث يقوم الأول على دعم سياسة التصدير، بينما يقوم الثاني على تشجيع سياسة قروض التمويل الاستهلاكي... فإن الأزمة شملتهما معاً، حيث أدى تراجع الاستهلاك في الولايات المتحدة إلى نكسة للصادرات الصينية، كما أن تأثر الصين بالأزمة جراء تراجع صادراتها، وهي أكبر بلد يمول سوق الإقراض الإميركي، أدى إلى انخفاض غير مسبوق في مؤشرات استهلاك الأميركيين. وهكذا يتضح أن الاقتصاد العالمي بات بنية متداخلة الحلقات، يتأثر بعضها بالبعض الآخر. بشير علي -المغرب